أخبار عاجلة

جامعة المدينة العالمية تنظم الندوة العلمية الشهرية الرابعة بعنوان:”سياسة السلم في الإسلام: رؤية إسلامية”

في ظل الأوضاع الراهنة التي تمر على الأمة المسلمة، وما يترتب عليها من ردود فعل بأشكال مختلفة؛ بين سلمي منظم- ينتظر نصر الله الموعود- ومحارب مسلح يرى فرضية الحرب والجهاد، فقد بادرت جامعة المدينة العالمية برعاية معالي المدير التنفيذي، الأستاذ الدكتور محمد بن خليفة التميمي (حفظه الله)، وبإشراف من اللجنة التنسيقية التابعة لعمادة البحث العلمي، ووكالة البحوث والتطوير، بتظيم ندوة علمية بعنوان: “سياسة السلم في الإسلام: رؤية إسلامية”. وذلك يوم الثلاثاء الموافق 30 سبتمبر 2014م، في المقر الرئيس للجامعة بمدينة شاه علم – ماليزيا.

واستهلت فعاليات الندوة بكلمة افتتاحية ألقاها معالي المدير التنفيذي للجامعة الأستاذ الدكتور محمد بن خليفة التميمي، أكد فيها على رؤية الجامعة في تنظيم مثل هذه الندوات، لإبراز الصورة الصحيحة للإسلام مع حسن المقارنة بين التأصيل والتقرير، لتوضيح مفاهيم السلم الصحيحة، ومستلزماته القيمية في دين الإسلام.

وعلى إثره، تم مداولة العديد من الورقات العلمية، والمسائل والموضوعات، منها:

الورقة الأولى:البعد اللغوي لمفهوم السلم وانعكاسه على مرادفات السلم في اللغة العربية، ألقاها الأستاذ المساعد، الدكتور السيد محمد سليم، أكد فيها على تبيين دلالة السلم، والوقوف على حقيقتها، وبيان مراده ومقصوده في القرآن، كما تتبع مشتقات ومفردات كلمة السِّلم في كثير من آيات القرآن، وبعض من الأحاديث النبويةالشريفة، بتوضيح دلالتها واستقصاء معانيها لتنطوي تحت مفهوم عام، يُقَرِّب معناها من الأذهان، ووقف كذلك على أسرار تكرارها في القرآن في أكثر من مائة واثنين وثلاثين موضعا. وعليه جاءت الورقة في عدة نقاط: تمهيد يحتوى على تعريف السلم في اللغة، والثانية: المستوى الصوتي لكلمة السلم، والثالثة: المستوى الصرفيلها، والرابعة: المستوى الدلالي، الخامسة: السلم في الحديث. ثم الخاتمة، استنتج على أن حقيقة هذه اللفظة ( السلم ) في اللغة ترجع إلى البراءة والخلاص والنجاة والصحة والعافية من الشر والعيوب والآفات سواء ظاهراً أم باطناً وسواء حساً أم معنىً.

الورقة الثانية: بعنوان السلم في القرآن الكريم، ألقاها الأستاذ المساعد الدكتور خالد حمدي عبد الكريم، تعرض فيها لمفهوم السلم من خلال القرآن الكريم ، كما تعرض لاهتمام القرآن الكريم بالدعوة السلمية وأن أصل العلاقات الدولية والفردية فى الإسلام هو السلم وأن الحرب طارئة وليست أصلا في الإسلام، مما يدحض الدعاوى في أن الإسلام دين دموي يدعو إلى الإرهاب أو أن الإسلام دين انتشر بحد السيف وكل هذه دعاوى وافتراءات لا أساس لها من الصحة، وتعرض كذلك لموقف الإسلام من قضية الجهاد والدوافع الشرعية له، وهل تشريع الجهاد فى الإسلام يتناقض مع دعوته السلمية ؟؟ ، وتعرض كذلك لأنواع السلم ومظاهره فى الإسلام من خلال آيات القرآن الكريم، وحكم من ينتهك السلم من الأفراد والجماعات، إلى غير ذلك من القضايا المتعلقة بذات الموضوع. وفي الختام أكد الباحث على أن القرآن الكريم استخدم لكلمة السلم مدلولات مختلفة انبثق أكثرها من اللغة العربية، لكنه أضاف مدلولات أخرى مثل السلم بمعنى الإسلام والسلم هو المسالمة عن عز وقوة لا ضعف وذل.

 وفي الورقة الثالثة: بعنوان “الأمن في القرآن الكريم والسنة الشريفة: رؤية مقاصدية” ألقاها الدكتور المساعد ياسر محمد طرشاني، وتطرق فيه إلى تعريف الأمن لغة واصطلاحا، والأدلة الشرعية من القرآن الكريم والسنة النبوية، ووسائل الإسلام لحفظ الأمن من حيث الوجود ومن حيث العدم، وفي النهاية ذكر على أن أصل الأمن طمأنينة النفس وزوال الخوف، وأن القرآن الكريم والسنة النبوية، ذكر لفظة الأمن بمشتقاتها في عدة مواضع، وحافظ الإسلام على الأمن من حيث الوجود  عن طريق: الإيمان بالله تعالى، والرجوع إلى العلماء في وقت الفتن والأزمات…، ومن حيث العدم عن طريق :عدم ترويع الآمنين، عدم الإشارة بالسلاح، حرمة  سفك الدماء، حرمة  الأموال، النهي عن  إيذاء الجيران، النهي عن  إيذاء غير المسلمين، النهي عن الغضب.

وفي الورقة الرابعة: تحت عنوان: “نماذج من الأحاديث النبوية وسيرة صحابته في الحض والحرص على السلم”، ألقاها الدكتور المساعد حميد محمد وتعرض فيها إلى نماذج الصلح بين المسلمين والكافرين، والصلح بين الزوجين، والصلح بين المسلمين وأهل الكتاب، والصلح بين المسلمين والمشركين والكافرين الأصليين من غير أهل الكتاب، الصلح بين المسلمين والمرتدين في الأحاديث النبوية، والآثار.

الورقة الخامسة: بعنوان (( السلم والأمن وعلاقتهما بتشريع القتال وحقيقة الجهاد في الإسلام ))، ألقاها الأستاذ أحمد محمد وافق عثمان، تطرق فيها إلى مفهوم مفاهيم ثقافة السلم والسلام، وحقائقها في فلسة المؤسسات الدولية والإسلام.

الورقة السادسة: بعنوان(( أثر الخطاب الديني المعاصر في نشر ثقافة السلم – خطابات القرضاوي أنموذجا )). الأستاذ المساعد، الدكتور سيكو توري. سعت هذه الورقة إلى دراسة خطابات يوسف القرضاوي، وتحليلها؛ وذلك للوقوف على آرائه التي لها أثر مباشر في غرس ثقافة السلم من عدمه. واعتمدت الدراسة على المنهج الاستقرائي لأهم كتب القرضاوي في الباب، وتتبع أهم المسائل ذات الصلة، وعلى المنهج التحليلي في محاولة ربط القضايا بالواقع وفي التصنيف والتبويب. ونتج البحث إلى أن القرضاوي حاول إعادة قراءة التراث الإسلامي بعين الواقع، وسعى إلى بناء فقه إسلامي معاصر، وكان لذلك أثر في تزويد المسلم بمعرفة دينه وتدينه مع الإلمام بالثقافة التي تعين المسلم على حسن التدين بكل تحضر وأن يكون هو مصدر سلام في بيته ومجتمعه بل وفي العالم. ورغم ذلك يقف المتتبع في خطاباته على ما يؤخذ وما يرد من حيث كونه بشرا يحاول بيان القرآن والسنة، لكن بيانه كبيان ليس قرآنا ولا سنة.

وفتح المجال أمام أهل الاختصاص والمفكرين لتدارك ما ينبغي عمله لصالح المسلمين ودحض التهم المغرضة التي توجه إليهم. وتمت الندوة بإصدار توصيات منها: السلم أصل من أصول الإسلام الأخلاقية والقيمية، نشر ثقافة الإسلام في الحياة المنزلية نشرا سليماً. تعليم الأجيال القادمة القيم الدينية، من صدق، وأمانة واحترام حقوق الغير؛ كي لا ينال بهم الجهات المتطرفة. التنبيه على أن الحرب في الإسلام قدتكون من أجل السلام، مصداقا لقوله تعالى:” وما لكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين”. وضع منهج أو كتاب يتحدث عن كيفية التعامل من منطلق السلام مع المسلم وغيره، موافقا كان أو مخالف. حث الشباب باتباع العلماء الذين يفهمون الإسلام في ضوء التسامح، وقبول الآخر. بيان أن السلم حق للمخلوقات جميعا. دعوة المؤسسات الإسلامية الكبرى إلى تأسيس لجان حوار مع الجهات الدينية والإعلامية، الغربية منها والشرقية؛ لبيان براءة الإسلام من الإرهاب، والعنف. بيان أن السلم والسلام لا يتحقق مع الظلم والجوع؛ لأن المظلوم، والمحروم من الطعام مدفوع إلى الإجرام. لا تكمن أهمية الندوة في توقيتها وفي حسن اختيارها فحسب، وإنما تكمن كذلك في أنها تعتبر سابقة حسنة، للمساهمة في تقصّي أحوال الإسلام والمسلمين، وتدارس الظروف التي تحيط بهم في عالم اليوم.

وفي نهاية الجلسة، أكد سعادة عميد البحث العلمي الأستاذ المساعد الدكتور سيكو توري أن إقامة هذه الندوة يعكس مدى اهتمام، وتوجهات معالي المدير التنفيذي للجامعة الأستاذ الدكتور محمد بن خليفة التميمي، في تكريس مبدأ الحوار، كما وجه الحضور أسمى آيات الشكر والتقدير لمعالي مدير الجامعة التنفيذي على رعايته لهذه الندوة وحرصه على إقامة مثل هذه الجلسات العلمية النافعة، والدائمة على حسن مسيرة الجامعة.

وأمل الحضور أن تحقق هذه الندوة أهدافها، وما نتج عنها من توصيات، وأن تنفع -إن شاء الله – الإسلام والمسلمين والبشرية عامة. حيث شارك في الندوة ما يقارب 60 مشارك ومشاركة.

والجدير بالذكر أن ندوات عمادة البحث العلمي تستمر وبشكل شهري على مدار العام، بالتنسيق مع وكالة البحوث والتطوير وبتنظيم اللجنة التنسيقية والتنفيذية، من خلال إقامة دورات تدريبية حوارية وورش عمل ومحاضرات لتوظيف الحوار في الدفاع عن الإسلام وتطبيق مبادئ الشريعة الإسلامية.