أخبار عاجلة

اختتام فعاليات الندوة العلمية الثالثة بعنوان: ( آليات وحدة المسلمين بين النظرية والواقع) في جامعة المدينة العالمية

أقيمت بعون الله تعالى الندوة العلمية الثالثة لعام 2014م بعنوان: ” آليات وحدة المسلمين بين النظرية والواقع ” في مقرّ جامعة المدينة العالمية الرئيس في ماليزيا، والتي نظّمت بالإشتراك بين كليّة العلوم الإسلاميّة وعمادة البحث العلمي، وذلك يوم الاثنين 9 يونيو 2014م، برئاسة رئيس اللجنة التنظيميّة ووكيل عميد الدراسات العليا  للشؤون العلمية؛  الأستاذ دوكوري عبد الصمد.

وتهدف هذه الندوة إلى تسليط الضوء على آليات وحدة المسلمين ومنهجيتها، وذلك للاستفادة منها وتطبيقها عمليّاً وإفادة الأمة الإسلامية. حيث افتتحت جلسات الندوة بتلاوة من القرآن الكريم أطرب بها مسامعَ الحضور القارئ محمد سيلو جالو، أحد طلاب كليّة العلوم الإسلاميّة ( قسم الفقه وأصوله ).

تلاها كلمة تشجيعيّة لمعالي مدير الجامعة التنفيذي الأستاذ الدكتور محمد بن خليفة التميمي. حيث أشار معاليه إلى أن قوّة الأمة الإسلاميّة في العصور الماضيّة، كانت في تمسّكها بمبادئ دينها التي حقّفت لها آليات كثيرة يومذاك. ثمّ على هذه النقطة أنّ واقعنا المعاصر يؤكد أنّ هناك خللًا يستدعي التفكير والتأمل، كما أشار إلى ضرورة ثقة الأمة الإسلاميّة بنفسها، لأنّ لها ثروات ومنتسبين لا يمنعها من التقدّم والتطور إلا الثقة بالذات، ثم ضرب على ذلك مثال اليابان الذين كاتنت البنيّة مدمّرة من قبل من غزاهم، لكنّ علوّ الهمّة فيهم جعلهم من أقوى دول العالم بعد فترة يسيرة.

وأفادت كلمة معاليه أيضًا أنّ من أكبر أسباب الخلافات والتنافرات بين الأمة الإسلاميّة: محاولة الحكم على بواطن الناس، وإهمال الأخذ بالظواهر، واستدلّ بأنّ ذلك مبدأ إذا ما أخذ به يساهم في وحدة الأمة الإسلاميّة، واستشهد لذلك بعدم قتل النبي – صلى الله عليه وآله وسلم – للمنافقين، وبعد أن أعلم كاتم سرّه بذلك، لأنّ الحكم عليهم حكم بالبواطن، لذلك قامت له دولته الإسلاميّة. وغير ذلك من الفوائد الكثيرة التي ذكرها معاليه جزاه الله خير الجزاء.

ثمّ ابتدأت فعاليّات الندوة بأولى الورقات البحثية والتي قدمها الأستاذ أحمد عثمان بعنوان: “أسباب الاختلاف وموقف الإسلام منه.” حيث مهّد حديثه عن الفرق بين الخلاف والاختلاف، وتطرق إلى أنواع الاختلاف، وأسبابه مؤكدا أن المرونة متوفرة في ما يتعلق بالطابع الفقهي ومجالاته، وأن الثبات والوحدة يكمن في جانب العقيدة. ودعا إلى الوحدة الإسلامية، وأنه يجب على الأمة التفنن في الوحدة لا التفنن في الفرقة وتذليل طرق الفرقة؛ مشيرا إلى كثير من الآيات القرآنيات والأحاديث النبوية الداعية إلى الوحدة ونبذ التفرقة.

ثمّ تلتها ورقة الدكتور مصباح الحقّ الأستاذ المساعد في جامعة العلوم الإسلامية (USIM) بعنوان: ” آليات وحدة الأمة من خلال السنّة.” استهل الباحث كلامه بالمقصود من مفهوم وحدة المسلمين، ليبني على ذلك ما إذا من الممكن توحيد المسلمين، وعلى أي أساس يتم ذلك. ومن أهم القضايا التي تطرق إليها الباحث إيراده أحاديث نبوية في التسامح وقبول الغير والمرونة، وقدم نماذج حية زمن النبي صلى الله عليه وسلم، ومن واقع الصحابة والتابعين في فهم لبعض نصوص الوحيين وتعاملهم من بعد رغم اختلاف أفهامهم في ذلك.

ثمّ تطرق عميد البحث العلمي الأستاذ المساعد في قسم أصول الدين والدعوة، الدكتور سيكو توري في ورقته المعنونة: ”  تحدّيات ظاهرة اختلاف المسلمين: الواقع والحلّ من نظريّة الدين والتديّن” إلى إلقاء الضوء على واقع الاختلاف في الأمّة الإسلامية وبيان طبيعتها وكنهها، مع استذكار أهم خصائص الأمة في تاريخها الطويل وما اتّسمت به من تنوع في مجالات عدة. وكما حاولت الورقة تقديم حل لإنهاء هذه الأزمة من منظور ما أسماه الباحث بنظريّة الدين والتدين. وأشار أنّ أهم نتائج البحث: أنّ السبيل الوحيدة لوحدة المسلمين واجتماعهم يكمن في تمسك الجميع بالدين (الإيمان). وأنّه لا مفرّ من التنوع والتضاد واختلاف الرؤى والأقوال والآراء فيما يتعلق بالتدين. (الأحكام العملية)”.

وفي النهاية، فُتح باب التعليقات والتعقيبات إضافة إلى مداخلات عدة، منها مداخلة الأستاذ المساعد الدكتور حسين علي الزومي، الذي تناول مرتكزات الوحدة، ووضع الأمة الإسلامية منذ سقوط الخلافة العثمانية، مرورا بسايكس بيكو، ثم غرس حربة الطائفية والوطنية، وصنع بؤر التوتر داخل كل دولة وفي حدودها ثم أخيرا تكلم عن الحلول والتي من ضمنها: على القيادات السياسية تحقيق العدالة ومبدأ الشورى، وتحقيق رغبات الشعوب بالوحدة. إلى جانب تشكيل منظمات وحدة فاعلة بين الدول وليست زائفة، وايجاد اتحادات متكاملة في النواحي الاقتصادية والاجتماعية والتعليمية وغيرها.

أما تعليق الأستاذ المشارك الدكتور دوكورى ماسيرى فقد دار حول محورين اثنين؛ تناول المحور الأول أن أهم الأسباب المؤدية إلى الاختلاف بين الأمة الإسلامية هو الخلط بين ابعاد الإسلام، البعد العقدي والبعد التشريعي الفقهي. والبعد السياسي الاصلاحي (الدعوي). والبعد السلوكي. وتناول في المحور الثاني: آليات وحدة الأمة، هي الإفادة من تاريخ الدعوة الإسلامية وفقه الأوليات؛ على النحو التالي: نشر العلم الصحيح  المفيد للأمة في أمور دنياهم وأمور ديبنهم؛ كما بدأ به القرآن الكريم سورة العلق، والاصطلاح الاجتماعي والتسامح وإيجاد المرجعية الإسلامية القوية.

أما عميد كلية اللغات الأستاذ المشارك الدكتور داود عبد القادر إيليغا فقد لفت الأنظار إلى آلية  أخرى من آليات توحيد المسلمين، وهي اللغة العربية. وأشاد بأهميتها في وحدة الأمة لكونها لغة الدين، متطرقا في حديثه إلى النداءات -والأساليب المختلفة في التاريخ الإسلامي- التي حاولت إقصاء العربية عن الدين، وسلبيات ذلك على الوحدة.”

كما تقدم رئيس اللجنة التنظيمية الأستاذ دكوري عبد الصمد بشكر كلّ من ساهم في إنجاز هذه الندوة العلمية. وعبّر الحضور بالشّكر والامتتان للمسؤولين في الجامعة على حرصهم الدّؤوب في إقامة مثل هذه الجلسات العلمية، سائلين الله تعالى لهم التّوفيق والسّداد.