عقد مركز جامعة المدينة العالمية بمصر الندوة الشهرية التاسعة والأخيرة لعام 2015م بعنوان: ” نظرية الضَّبط عند المحدثين وأثرها في الرواية” وذلك يوم الأربعاء الموافق 23 ديسمبر 2015م بحضور أعضاء هيئة التدريس بمركز الجامعة بمصر. حيث تضمنت الندوة إلقاء بحثين رئيسيين؛ ألقى فيها سعادة الأستاذ المشارك الدكتور أشرف زاهر البحث الأول وعنوانه:”من جوارح الضَّبط عند المحدثين (الاختلاط نموذجًا)”، أما البحث الثاني والذي ألقاه سعادة الأستاذ المساعد الدكتور محمد محمود عبد المهدي فقد حمل عنوان: ” تطبيق نظرية الضَّبط عند المحدثين”.
وتناول الباحث في ورقته “من جوارح الضَّبط عند المحدثين (الاختلاط نموذجًا)”، جوارح الضبط وأسبابه وهي ؛سوء الحفظ هو أحد أسباب الطعن في الراوي عموماً، ومن الأسباب الجارحة في الضبط خصوصاً بتقسيم ابن حجر، والمراد به: من لم يرجح جانب إصابته علي جانب خطئه، وهو علي قسمين: إن كان لازماً للراوي في جميع حالاته فهو الشاذ، وإن كان طارئاً علي الراوي إما لكبره أو لذهاب بصره أو لاحتراق كتبه أو عدمها بأن كان يعتمدها فرجع إلي حفظه فساء فهذا هو المختلط. فالاختلاط هو ضعف فى عقل الراوى أو فقدانه فى آخر عمره وآية هذا الضعف تلفظ الراوى بعبارات أو صدور أفعال عنه تدل على عدم تفكيره، أو تصريحه بما يدل على فقد ذاكرته، وهذا الضعف قد يكون لخرف بتقدم سنه أو مرض كفقد بصر أو لأثر بعض الأحداث الكبرى فى حياته كفقد مال أو موت عزيز ونحو ذلك ومن تصيبه هذه الآفة لكبر سنه يقال فيه اختلط بآخره، وهذا الموضوع هو ما ترصده الورقة البحثيه عبر المحاور التالية: تعريف الاختلاط لغة واصطلاحا، أقسام الاختلاط، آراء العلماء في حكم روايات المختلط:، ومناقشة أدلة المذاهب في حكم رواية المختلط والترجيح بينها وجهود العلماء فى بحث الاختلاط.
أما البحث الثاني بعنوان ” تطبيق نظرية الضَّبط عند المحدثين” فتتلخص هذه الدراسة في بيان الأساليب والوسائل التي اتبعها المحدثون لتثبيت وقياس الحفظ والضبط فيهما ولذا رتبوا الرواة حسب ضبطهم وقوة ذلك ودقتهم ونعتوهم بأوصاف تدل على درجاتهم تسمى بألفاظ الجرح والتعديل، وتناول البحث الموضوع عبر المحاور التالية : مقدمات تعريفية والضبط في السنة وأساليب الضبط بقسميه.