عميد كلية اللّغات يُلقِي محاضرة في مقرّ جامعة مارا للتّكنولوجيا بماليزيا (UITM)

استجابة للدّعوة الموجّهة له للمشاركة في إلقاء محاضرة في جامعة التّكنولوجيا مارا بماليزيا، قام عميد كلية اللّغات في جامعة المدينة العالمية الأستاذ المشارك الدّكتور داود عبد القادر إيليغا بإلقاء محاضرة بعنوان ” استراتيجيات تعلّم اللغة العربية لغير الناطقين بها وتحدياته في العصر الحديث “، والتي أُقيمت في مقرّ أكاديمية الدّراسات اللّغوية في جامعة مارا للتّكنولوجيا بماليزيا يوم الثّلاثاء الموافق 15 نوفمبر 2016م، ضمن سلسلة فعاليات جمعية اللّغة العربية في قسم اللّغة العربية الاتصالية. وكان في استقباله أعضاء هيئة التّدريس بالقسم وعلى رأسهم رئيسة القسم الدّكتورة نور حايوزا بنت محمّد، وكلّ من دكتور لطفي بن حسن، ودكتور جاندين بن سردي ودكتور أمين بن سمسون، ودكتور أحمد وان بن وان عبد الرحمن، ودكتور عبد الحليم بن أحمد.

وفي كلمة ترحيبية شكر الدّكتور أحمد وان الضّيف المحاضر عميد كلية اللغات لتلبية دعوتهم وإلقاء المحاضرة؛ كما أثنى على العلاقة الوطيدة بين الجامعتين جامعة مارا وجامعة المدينة العالمية في مجالات مختلفة من أهمّها مجال تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها. ومن ثمّ شكر الدّكتور داود إيليغا في استهلال حديثه منسوبي جامعة مارا إدارة وموظفين وطلاباً، ممثّلة في أكاديمية الدِّراسات اللّغوية وقسم اللغة العربية على هذه الدّعوة الّتي تعدّ من المجالات المفيدة لتبادل الخبرات، ممهّدًا لمحاضراته بأهمية العلم وطلبه وشرف أهله؛ ثمّ ذكر الأهداف الرّئيسة التي من أجلها يقبل النّاس إلى تعلّم اللغة العربية ومنها أهداف ثقافية؛ واقتصادية، واجتماعية، وعسكرية ثم أهداف دينية.

كما أكّد سعادة الدكتور داود إيليغا أنّ من خلال الدراسات الميدانية تبيّن أنّ معظم المسلمين الذين يتعلّمون اللّغة العربية فهم يقبلون إليه من أجل فهم الدّين الإسلامي وفهم القرآن الكريم والسنة النّبوية. كما حدّد المحاضر عناصر الاتصال الّتي تتوافر في عملية الاتصال وهي:  مُرْسِلٌ ومتلقِّي ورسالة وأداة رسالة، ومن هنا ذكر المهارات اللّغوية الأساسية في مجال تعليم اللّغات الثانية والأجنبية: الاستماع والكلام والقراءة والكتابة إضافة إلى عناصر اللّغة من الأصوات والمفردات والتّراكيب، كما أشار إلى الصّعوبات الّتي يواجهها متعلّمو اللغة العربية كلغة ثانية أو أجنبية بما فيهم طلبة منطقة جنوب شرق آسيا وأعطى نماذج منها؛ طبقًا للدّراسات الميدانية الّتي تمّ إجراؤها في هذا الصّدد؛ ولمعالجة مثل هذه الصّعوبات من ناحية فقد أتى الدّكتور ببعض الاستراتيجيات الّتي تساعد الطّلاب في اكتساب اللّغة العربية وتنمية مهاراتهم اللّغوية المختلفة: الاستماع والكلام والقراءة والكتابة.

عقب ذلك قدم المحاضر نماذج للنّشاطات التّعلّمية المفيدة لتنمية المهارات اللّغوية منها ما تفيد في تنمية مهارة الاستماع مثل الاستماع إلى القرآن الكريم، والأحاديث النبوية الشّريفة المسجلة صوتياً، والنّصوص العربية من النّثر والشّعر، والمحاضرات المسجّلة، والرّسائل الصّوتية، والاستماع إلى البرامج المختلفة في الإذاعات، والنّشرات الإخبارية، وفي تنمية مهارة الكلام  أن يتدرّب ويتعوّد الطالب على استخدام اللغة العربية والحوار فيها مع زملائه، والمشاركات في النّدوات العلمية، والمحادثات الصّوتية، ومتابعة البرامج عن قضايا السّاعة، والمشاركة في الحوارات المفتوحة؛ وفي مهارة القراءة تحديد بعض الموضوعات للقراءة؛ وتلخيص موضوع مقروء، وتلخيص كتاب مقروء، وقراءة الموسوعات وكتيبات، وتدرّب متعلّم اللّغة العربية عموماً على قراءة النّصوص العربية حسب مستواه العلمي والعمر ..الخ، وفي مهارة الكتابة؛ التّدرّب على كتابات في موضوعات مختلفة، وتحديد بعض الموضوعات للكتابة، وتحديد عناصر المقال – مقدمة-صلب الموضوع- خاتمة قبل الكتابة مع تسجيل عناصر الموضوع المرغوب في الكتابة فيه، وأن تكون موضوعات الكتابة لها علاقة بحياة الطّالب، وتلخيص موضوع مقروء كتابة، واستخدام المصحح الآلي.

وفي نهاية المحاضرة أشار المحاضر إلى طرق الاستفادة من التّكنولوجيا الحديثة في هذا الصّدد منها الإنترنيت، والإذاعات العربية، ووسائل التّواصل الاجتماعي من الوا تساب وغيره، والتّلفاز التّعليمي، والقواميس الإلكترونية والكتاب الإلكتروني وغير ذلك من التّكنولوجيات الحديثة المفيدة في مجال تعليم اللّغات الثانية أو الأجنبية.

يُذكر أن أكاديمية الدّراسات اللّغوية بجامعة مارا للتّكنولوجيا تمّ إنشاؤها عام 1972م من أجل تعلّم وتعليم اللّغة الإنجليزية واللّغات الآسيوية والأوروبية بوصفها لغة ثانية وثالثة، وهذه الأكاديمية المسؤولة عن تدريس تلك اللّغات، حيث يعمل فيها أكثر من 500 محاضر و 256 منهم يقومون بالتّدريس في  كليات الجامعة المختلفة في مقرّ الجامعة الرّئيس بشاه عالم، و بقية المحاضرين يعملون في فروع الجامعة في المناطق المختلفة في ماليزيا، والجدير بالذكر أن قسم اللّغة العربية تمّ إنشاؤه ضمن الأقسام العلمية الموجودة منذ عام 2013م وتجرى فيه برامج مختلفة في مجالات اللغة العربية الاتصالية.