استجابة للدعوة الموجهة له من الجهة المنظمة للمؤتمر، شارك رئيس قسم الأدب العربي والنقد الأدبي في كلية اللغات بجامعة المدينة العالمية بماليزيا الأستاذ المشارك الدكتور فليح مضحي السامرائي، في فعاليات المؤتمر العلمي الدولي الأول لقسم اللغة العربية بكلية العلوم والآداب والذي أُقيم بعنوان (الواقع اللغوي والأدبي في عمان بين المنجز والمأمول) خلال فترة انعقاد المؤتمر 28 – 30 نوفمبر 2016م في مقر جامعة نزوى بسلطنة عُمان.
وتتجلّى أهمية عقد مثل هذا المؤتمر في عدة أمور منها؛إبراز الأثر الكبير الذي أدته عمان في الحياة اللغوية والأدبية عبر العصور، التعريف بأبرز علماء اللغة والأدب والشعراء الذين اتصلوا بالسلطنة نسبا أو زيارة وأو إقامة، قراءة الحياة اللغوية والأدبية بأقلام غير العمانيين، من الباحثين والأساتذة العرب والأجانب الذين سيشاركون بأوراقهم البحثية، الإسهام في تقديم موسوعة لغوية وأدبية للمثقفين والمهتمين بشؤون اللغة والأدب العماني خاصة والعربي عامَّة.
تضمن المؤتمر تقديم أربعة محاور، تدور حول التراث الفكري اللغوي والأدبي وفاعليته في العصر الحديث والريادة اللغوية والأدبية العمانية وأثر اللغويين والأدباء العمانيين، في الحركة الفكرية قديماً وحديثاً، وتقديم قراءة في الأدب العماني من منظار المناهج الحديثة، والمناهج اللسانية والمناهج الأدبية والمناهج النقدية، وتقديم تطبيقات علم اللغة الحديث على اللهجات العمانية واللهجات العمانية القديمة واللهجات العمانية الحديثة، وجاء المحور الرابع حول المخطوطات الأدبية واللغوية العمانية وفهرسة المخطوطات وصف المخطوطات وتحليلها.
هذا وشهد المؤتمر العلمي الدولي الأول لقسم اللغة العربية مشاركات من اثنتي عشرة دولة، وهي(الإمارات، والسعودية، والأردن، ولبنان، والعراق، ومصر، وليبيا، والجزائر، وتونس، والمغرب، وماليزيا، وإيران) بالإضافة إلى مشاركات من سلطنة عمان، وكانت أغلب المشاركات من العراق إذ وصلت ثلاثاً وثلاثين مشاركة، وتليها سلطنة عمان اثنتا عشرة مشاركة، ثم الجزائر عشر مشاركات، ثم مصر خمس مشاركات، ثم تونس أربع مشاركات، ثم الأردن ثلاث مشاركات، وأما الإمارات فقد وصلت مشاركتان، وكذلك السعودية وليبيا وإيران ولبنان، ووصلت مشاركة واحدة من المغرب وماليزيا، وتمّ اختيار ستة وثلاثين بحثا بعد تحكيمها من قبل اللجنة العلمية للمؤتمر حسب آليات التحكيم المتفق عليها بين أعضاء اللجنة.
وتمثلت مشاركة الأستاذ المشارك الدكتور فليح مضحي السامرائي في ترؤس إحدى جلسات المؤتمر إضافة إلى تقديم ورقة بحثية بعنوان (الصنعة الروائية واستدعاء الشخصية التاريخية في الرواية العمانية (السيد مر من هنا نموذجاً). وعلى هامش المؤتمر تم اللقاء مع سعادة الأستاذ الدكتور عبدالله بن سيف التوبي عميد كلية الآداب والعلوم بجامعة نزوى وتم تسليمه الدليل التعريفي لجامعة المدينة العالمية وكذلك اللقاء مع سعادة الأستاذ الدكتور أحمد هاشم السامرائي رئيس قسم اللغة العربية في الكلية وتسليمه الدليل التعريفي لجامعة المدينة العالمية كما تم إهداء المجموعة الكاملة من مؤلفات الأستاذ المشارك الدكتور فليح مضحي السامرائي إلى مكتبة الجامعة.
أوصى المؤتمر الدولي الأول لقسم اللغة العربية بكلية العلوم والآداب بجامعة نزوى في ختام فعالياته على مدى يومين بأهمية إعادة دراسة التراث اللغوي والأدبي في ضوء الدراسات اللغوية الحديثة، ولاسيما التراث العماني، ودراسة الشعر العماني الحديث، وإعادة النظر في مسلمات القدامى في ضوء النظر اللغوي الحديث.
ووسط مشاركة علمية واسعة من الباحثين من داخل السلطنة وخارجها، وحمل عنوان الواقع اللغوي والأدبي في عمان بين المنجز والمأمول أوصى المؤتمر كذلك بالاهتمام بالدراسات القرآنية ودراسة اللغة الجبالية (الشحرية)، وبيان أوجه التأثر والتأثير بين التراث العماني والعربي، ووضع الحلول المناسبة لإشكاليات البحث التاريخي للأدب العماني القديم، وتشجيع الباحثين على كتابة تاريخ هذا الأدب على وفق منهجية علمية، والدعوة إلى وضع معجم لهجة أهل عمان الحديثة وبيان ما حفظته هذه اللهجة من العرب الفصيح، ومخاطبة المجامع العلمية العربية للإفادة من التراث اللغوي العماني في إصدار القرارات المجمعية، كما اقترحت اللجنة المنظمة أن يعقد المؤتمر القادم تحت عنوان (الاتجاهات الحديثة في تحليل النص).
وبدورها، تسعى جامعة المدينة العالمية كإحدى مؤسسات التعليم العالي الرائدة في ماليزيا، إلى دفع عجلة البحث العلمي في مختلف المجالات وتعزيز أساليب التعليم الحديث، ليس فقط بمناهجها التدريسية وإنما أيضاً بأنظمتها التعليمية والنشاطات الثقافية والمبادرات والندوات والمؤتمرات التي تعقدها وتشارك بها عبر أفضل أدوات التكنولوجيا المعاصرة.