أخبار عاجلة

جامعة المدينة العالمية تقيم الندوة الشهرية الخامسة تحت عنوان:” فقه الأولويات في الإسلام وأثره على القضايا المعاصرة”

رغبة في تطوير الوعي الديني والشرعي في مجتمع جم فيه الادعاء الفكري، وصعب فيه تمييز الأصل من الفرع، وتمييز الحكم الأولوي من غير الأولوي،فقد قامت جامعة المدينة العالمية، برعاية معالي المدير التنفيذي، الأستاذ الدكتور محمد بن خليفة التميمي- حفظه الله، وبإشراف اللجنة التنسيقية التابعة لعمادة البحث العلمي بوكالة البحوث والتطوير، بتنظيم ندوة علمية بعنوان: ” فقه الأولويات في الإسلام وأثره على القضايا المعاصرة” وذلك يوم الخميس الموافق 30 أكتوبر 2014م، في المقر الرئيس للجامعة بمدينة شاه علم – ماليزيا.

وانطلقت فعاليات الندوة الشهرية الخامسة بكلمة من رئيس الجلسة الأستاذ المساعد الدكتور خالد حمدي، المحاضر في قسم الفقه وأصوله بكلية العلوم الإسلامية، حيث رحب بالحضور وشكرهم على مشاركتهم، كما بين إشكالية الندوة، وأهدافها، والنتائج الملتمسة من تنظيمها.

واستهلت فعاليات الندوة بكلمة افتتاحية ألقاها معالي المدير التنفيذي للجامعة الأستاذ الدكتور محمد بن خليفة التميمي، شكر فيها القائمين على الندوة، كما أكد فيها على رؤية الجامعة في تنظيم مثل هذه الندوات العلمية، والتي تتمثل في إبراز المفهوم الصحيح للإسلام، مع حسن المقارنة بين الأصل والفرع، والأولوي، وغير الأولوي، للشرح الصحيح لآليات تطبيق الفقه الإسلامي في منظور الأولويات كما ثبت ذلك في أصول العقيدة لحديث جبريل عليه السلام، وفي وصية المصطفى (صلى الله عليه وسلم) لمعاذ لما ابتعثه إلى اليمن.

وعلى إثره، تم مداولة العديد من الورقات العلمية، والمسائل والموضوعات؛

فجاءت الورقة الأولى على عنوان:قواعد فقه الأولويات”، ألقاها الأستاذ المساعد، الدكتورياسر محمد عبد الرحمن، المحاضر في قسم الفقه وأصوله بكلية العلوم الإسلامية، تضمنت تعريف القاعدة وفقه الأولويات، والقواعد التي يجب مراعاتها في فقه الأولويات، مثل: النفع المتعدي أفضل من القاصر، والجمع بين المصلحتين أولى من إبطال إحداهما، والمقاصد مقدمة على الوسائل. وتم تناول هذه القواعد من حيث التعريف وأدلتها المشروعية، والتطبيقات الفقهية التي توضح منهج فقه الأولويات، وتوصل الملقي إلى نتائج منها:تعريف القاعدة: أنها حكم كلي ينطبق على جميع جزئياته ليتعرف أحكامها منه، التعريف المختار  لفقه الأولويات: بأنه العلم بالأحكام الشرعية التي لها حق التقديم على غيرها بناء على العلم بمراتبها، وبالواقع الذي يتطلبها، على المسلم أن يقدم العمل والمصلحة المتعدية النفع على المصلحة القاصرة النفع، إذا استويا في المنزلة والرتبة، وإلا نراعي فقه المصالح والمفاسد، إذا تعارضت المصالح فالأولى أن نجمع بينهما بقدر استطاعتنا فهو أولى من ترجيح مصلحة على أخرى؛ الجمع بين المصلحتين أولى من إيطال إحداهما، إذا تعارضت المقاصد مع الوسائل نركز على تحقيق المقاصد بأي وسيلة مشروعة ؛لأن المقاصد مقدمة على الوسائل.

أما الورقة الثانية فقد جاءت تحت عنوان:مصطلحات فقه الأولويات بين القرآن والسنة “دراسة معجمية” بإعداد كل من: الأستاذ المساعد الدكتور فليح مضحي السامرائي، والأستاذ المساعد الدكتور السيد سالم، وبإلقاء الأستاذ المساعد الدكتور فليح مضحي السامرائي، رئيس قسم الأدب العربي والنقد الأدبي بكلية اللغات. حيث تم الحديث فيهاعنمصطلحات فقه الأولويات في القرآن والسنة، وأن المدقق في مصطلح الأولويات يجد أنه لم يأت في القرآن الكريم ولا في السنة النبوية بصيغة الجمع،  ولكنه ورد فيهما بصيغة المفرد، وهو من المصطلحات الحديثة التي لم يكن يعرفها الفقهاء القدامى ولا علماء الشريعة ولا حتى علماء اللغة المشهورين بما هو متعارف عليه الآن، ولكن كان يندرج تحت مصطلحات أخرى، فكان الأمر في القديم يخص ما يسمى (مراتب الأعمال)، أو(فقه الموازنات).. إلى آخر هذه المصطلحات. وقد كثر استعمالها بوفرة وغزارة في هذه الأيام، فلا تكاد تقع عينك على مقال أو بحث أو كتاب إسلامي إلا وينطلق منه أو يركن إليه أو يستشهد به؛ ولهذا لا تكاد تجد له ذكر في كتب الأولين ومعاجمهم وقواميسهم، وكما تناولت المصطلح والتعريف، تناولت كذلك: مصطلحات فقه الأولويات الواردة في القرآن، ومصطلحات فقه الأولويات في السنة النبوية، وتوصل البحث إلى نتائج منها: أن فقه الأولويات علم لم تكتمل أركانه بعد، ولم تنضج مباحثه، وما زال الأمر فيه أخذ ورد، وما زال في حاجة إلى جهود العلماء المخلصة لتحديد معالمه وتطبيقاته. وكذلك إن لفقه الأولويات أهمية عظيمة في مثل هذه الظروف التي كثر فيها اختلاط الأمور، واحتل مكان الصدارة على مستوى الأبحاث الفقهية، يضاف إلى هذا أنه لم يرد ذكر لمصطلح فقه الأولويات في كتب القدماء مع اختلاف تخصصاتهم ولكن ورد ما يعادل هذا اللفظ من مثل: موازنات، ترجيحات….إلخ ، ونستطيع أن نقول أنه وردت كلمة أولى في القرآن سبع مرات، اتفقت في خمس مواضع مع معانيها الدلالية في المعجم، واختلفت في موضعين، فقد وردا بمعنى التهديد والوعيد، وتوصلنا أيضا إلى أنه لم يختلف المعنى الدلالي لكلمة (أولى) بين القرآن والسنة، وجاء موافقا للاستعمال اللغوي في المعاجم العربية، وأخيرا أن معظم مدار آيات القرآن وأحاديث السنة في توجيه السلوك إلى ما هو أولى وأفضل سواء في عمله الدنيوي أو الديني.

وقام عميد البحث العلمي الأستاذ المساعد الدكتور سيكو مارافا توري بإلقاء الورقة الثالثة وسعى فيها إلى دراسة “مكانة فقه الأولويات” في الإسلام عموماً وفي الخطاب الإسلامي خصوصاً، وذلك بربط هذا الفقه بالدين – العقيدة الإسلامية- وبالتدين “الفقه الإسلامي” وإبراز مكانته في كل منهما، وحاول إبراز مدى الاستفادة من هذا الفقه في تقييم وتخطيط العمل الإسلامي، باعتماده على المنهج التحليلي في هذه الدراسة. وتوصل إلى نتائج البحث أهمها: أن لعنصر الزمان والمكان دور كبير في بناء منهجية التعامل مع النصوص والدعوة إليه، وأن فقه الأولويات ظهرت إلى الوجود نتيجة حاجة العصر، ولعله سبيل من سبل تجديد الفقه الإسلامي.

وفتح المجال أمام أهل الاختصاص والمفكرين لتدارك ما ينبغي عمله لصالح فقه الأولويا في الإسلام وتمت الندوة بإصدار توصيات عدة أولها: العناية بالجانب التطبيقي لفقه الأولويات، وعدم الاكتفاء بالدراسات النظرية وإنزاله على أرض الواقع في حياة الفرد والجماعة. وثانياً: نشر ثقافة فقه الأولويات بتقديم المصالح العامة على المصالح الخاصة بكل الوسائل الإعلامية. ثالثاُ: دعوة الجامعات والكليات الإسلامية لتصميم مادة دراسية تحتوي على جمع الأعمال الفقهية، والمنطلقات الفكرية لمساعدة الطالب على حسن ترتيب أموره. رابع التوصيات: نشر كتاب يسمى بـ “الأولويات” يقسم فيه كل علم حسب أولويات تعلمهن وحسب أولويات تطبيقه، والتفريق بين الوسائل، والمقاصد، والضروريات، الكماليات. خامساً: إقامة ورشة عمل لفقه الأولويات لتحديد أولويات العمل لفترة زمنية، ولتكن لكل سنة مثلا.

واختتمت التوصيات بوضع لائحة بالقواعد الشرعية التي تدل على فقه الأولويات، وتعزيزها بالأمثلة، مثل: المنفعة العامة مقدمة على الخاصة، دفع المفسدة الكبرى بالصغرى، تقديم النفع المتعدي على النفه القاصر،درء المفاسد مقدم على جلب المصالح، تقديم الفروض على السنن، وتقديم المقاصد على الوسائل.

واختتمت فعاليات الندوة الشهرية الخامسة بالإعلان عن الندوة العلمية القادمة، حيث أعلن منسق اللجنة التنسقية، الأستاذ المساعد، الدكتور الصديق، عن تاريخ عقد الندوة الشهرية الخامسة في 27 نوفمبر 2014م، وعن عنوانها:” الإمام ابن القيم مربيا”، كما تم تعميم الدعوة لمن يرغب بالمشاركة ببدء إرسال ملخصات الأبحاث للندوة القادمة.

وانتهت الجلسة بما بدأت به، بقراءة آيات من الذكر الحكيم، قام بها الأستاذ دوكوري عبد الصمد. وفي الختام، أكد سعادة عميد البحث العلمي الأستاذ المساعد الدكتور سيكو توري أن إقامة هذه الندوة يعكس مدى اهتمام، وتوجهات معالي المدير التنفيذي للجامعة الأستاذ الدكتور محمد بن خليفة التميمي، في تكريس مبدأ الحوار، كما وجه الحضور أسمى آيات الشكر والتقدير لمعالي مدير الجامعة التنفيذي على رعايته لهذه الندوة وحرصه على إقامة مثل هذه الجلسات العلمية النافعة، والدائمة على حسن مسيرة الجامعة.

وأمل الحضور أن تحقق هذه الندوة أهدافها، وما نتج عنها من توصيات، وأن تنفع -إن شاء الله – الإسلام والمسلمين والبشرية عامة. حيث شارك في الندوة ما يقارب 40 مشاركا ومشاركة. والجدير بالذكر أن ندوات عمادة البحث العلمي تستمر وبشكل شهري على مدار العام، بالتنسيق مع وكالة البحوث والتطوير وبتنظيم اللجنة التنسيقية والتنفيذية، من خلال إقامة دورات تدريبية حوارية وورش عمل تنفع الإسلام والمسلمين.

تم بث الندوة الشهرية الخامسة، على قناة ميديو – تلفاز يو ستريم، لمشاهدة التسجيل:

http://www.ustream.tv/recorded/54669017