تحت عنوان “الدّراسات الإسلامية المعاصرة والقضايا المستجدة: الشريعة والمجتمع”
اختتمت مساء يوم الخميس الموافق 2 نوفمبر2017م فعاليات المؤتمر العالمي الثاني للعلوم الإسلامية 2017 تحت عنوان “الدّراسات الإسلامية المعاصرة والقضايا المستجدة: الشريعة والمجتمع” الذي انطلقت فعالياته يوم الأربعاء 1 نوفمبر2017م واستمر لمدة يومين في نادي شاه علم بولاية سيلانجور، ماليزيا بمشاركة خمسين من الأكاديمين والباحثين وبحضور راعي المؤتمر المدير التنفيذي لجامعة المدينة العالمية ماليزيا الأستاذ الدكتور عصماوي بن زين، ووكلاء المدير التنفيذي للجامعة ورئيس المؤتمر عميد كلية العلوم الإسلامية بالجامعة الأستاذ المشارك الدّكتور عثمان جعفر، والمتحدث الرئيس للمؤتمر الأستاذ الدكتور وليد فارس فكري، وأعضاء اللجنة العليا والتنظيمية والإعلامية.
وتناول –المؤتمر العالمي الثاني للعلوم الإسلامية 2017 -الذي تم تنظيمه من قبل كلية العلوم الإسلامية بجامعة المدينة العالمية، موضوع الدّراسات الإسلامية المعاصرة والقضايا المستجدة، حيث استهدف كافة الباحثين والطّلاب في مجال الدراسات الإسلامية المعاصرة من كافة المؤسسات التعليمية والجامعات، والجمعيات الإسلامية والثقافية من داخل وخارج ماليزيا. وقد بلغ مجمل الأوراق العلمية التي تم عرض ملخصاتها على كتاب المؤتمر (69) فيما بلغ مجمل الأوراق العلمية التي تم عرضها كاملةً في المؤتمر (50) ورقة.
وانطلقت فعاليات المؤتمر لتشمل فروعاً مختلفة من الدراسات الإسلامية، وقد تم طرح أوراق علمية متميزة خلال هذه الجلسات؛ حيث شكلت إضافة قوية للباحثين والطلبة الحاضرين، وذلك من خلال تغطيتها لأهم الجوانب العلمية والبحثية، ومن حيث قيمتها المعرفية العالية، قد أشاد الحضور بالإثراء العلمي الذي قدمته الأوراق العلمية المطروحة. وفي اليوم الثاني من المؤتمر، تم تنظيم رحلة علمية ثقافية لزيارة أهم معالم كوالالمبور.
وأتى تنظيم المؤتمر-والذي استمر لمدة يومين –في سبيل خلق فرصة لقاء علمي وحوار بنّاء أمام الباحثين والمفكرين وطلاب العلم لدراسة عدد من أهم القضايا المعاصرة في حقل الدراسات الإسلامية، ووفاءً من جامعة المدينة العالمية بالعهد الّذي قطعته على نفسها باعتبارها محرابًا لنشر العلوم الإسلامية، وكذلك لاقتراح استراتيجيات حديثة لمعالجة هذه القضايا المستجدة من خلال دراسة الأفكار والمناهج المعاصرة بالنقد والتحليل، والبحث عن حلول نابعة من المبادئ العامة في الإسلام ومقاصد الشريعة ونصوصها.
ويهدف هذا المؤتمر -والذي تضمن أبحاثاً باللغات العربية والإنجليزية والماليزية-إلى التعرف على المنظور القرآني لثقافة التسامح، وتوضيح المنظور الإسلامي لمفهوم التعايش، وبيان دور الشريعة في تحقيق السلم الاجتماعي، وإحياء ثقافة وفقه الاختلاف في المجتمعات المسلمة، وإبراز الدور المجتمعي للدراسات الإسلامية.
ومن محاور المؤتمر:
- الدراسات القرآنية وثقافة التسامح.
- السلم الاجتماعي في الشريعة الإسلامية.
- ثقافة الاختلاف في الإسلام.
- التعايش في السنة النبوية.
- اللغة العربية والانتماء عند المسلمين.
- توظيف الدراسات الإسلامية في تنمية المجتمع.
- التربية الإسلامية والبِنْية المجتمعية.
وفي نهاية الجلسات طرح نقاش مفتوح ومداخلات لمناقشة الأوراق العلمية شارك بها عدد كبير من حضور الجلسة من المنتمين لمختلف الجهات التعليمية الأكاديمية، فضلاً عن أعضاء هيئة التدريس بالجامعة والمهتمين بقضايا الدراسات الإسلامية من الباحثين المشاركين بفعاليات المؤتمر.
هذا وقد حقق المؤتمر نجاحاً باهراً ظهر أبهى أشكاله في التفاعل العلمي المثمر والتواصل البنّاء بين الحضور والباحثين الذي كان السمة الأبرز خلال المؤتمر، واكتمل عقد النجاح بالحضور الكبير غير المسبوق الذي أوحى للناظرين بأن قاعات المؤتمر أضحت خلية عمل تصدر الإبداع في ميادين العلم والمعرفة، ولم يكتفِ الحضور من غير المشاركين في الأوراق العلمية بالمشاهدة؛ بل توّجوا حضورهم الكريم بطرح الأسئلة وتدوين الفوائد المكتسبة من الأوراق العلمية المطروحة والتفاعل المثمر مع أصحاب المشاركات العلمية.
واختتمت جلسات المؤتمر بكلمة وكيل الشؤون الطلابية بجامعة المدينة العالمية، الأستاذ المشارك الدكتور وان مات الحاج سلميان، حيث تقدم بشكر الباحثين والمدعوين الذين لبوا دعوة الجامعة، وشرفوا الجامعة بحضورهم، وأثنى على دور جامعة المدينة العالمية في تعليم علوم القرآن الكريم والشريعة الإسلامية كما أثنى على الأبحاث التي قدمت بالمؤتمر، وحيا جهود الباحثين لنهضة البحث العلمي بالجامعة.
وبدوره قدّم رئيس المؤتمر الأستاذ المشارك الدكتور عثمان جعفر خطاب شكر وتقدير لراعي المؤتمر المدير التنفيذي لجامعة المدينة العالمية، الأستاذ الدكتور عصماوي بن زين على رعايته الكريمة، كما شكر جميع الباحثين والمشاركين داخل وخارج ماليزيا، ونقل رسالة تقديره للجهود المبذولة من منظمي المؤتمر وجميع من أسهم حتى خرج المؤتمر بالصورة المطلوبة.
وبعد ذلك قدم ممثل الباحثين والمشاركين في المؤتمر الأستاذ المشارك الدكتور صالح عبد الكريم عبد الجليل البلوشي -مدير برنامج الدراسات الإسلامية واللغة العربية جامعة جميرا دولة الإمارات العربية المتحدة- كلمته الختامية والتي أكد فيها على أن المؤتمر ساهم في تحقيق التواصل بين الباحثين في مجال الدراسات الإسلامية وتبادل الخبرات في قضايا البحث العلمي. وفي نهاية الحفل تم تكريم الضيوف في المؤتمر بتسليم شهادات تقدير كما تم تكريم المشاركين واللجان المنظمة تقديراً للجهود التي بذلوها من أجل إقامة هذا المؤتمر.
يُشار إلى أن المؤتمر حقق أهدافه التي أُقيم من أجلها؛ وأمل الحضور أن تحقق هذه الندوة ما نتج عنها من توصيات، والتي لخصها رئيس لجنة التوصيات الأستاذ المشارك الدكتور أنيس الرحمن منظور الحق كالآتي:
1- ضرورة الالتزام بالعفو والتسامح القرآني، والنبوي، و سبل تحقيقهما ، و نشر قيم العفو والتسامح بين شباب الأمة. والدعوة إلى التحلي بخلق العفو في تعاملاتنا مع كل من حولنا مسلمين وغير مسلمين، واحترام الإنسان على أنه إنسان بغض النظر عن جنسه، أولوله، أوعرقه، دون التطرف ولا الاعتداء على حقوق الآخرين.
2- الدعوة إلى فهم السلم الاجتماعي القرآني من الأمن التام، والاستقرار السياسي، والرخاء الاقتصادي، الذي يفضي إلى البناء الحضاري والعمران البشري في بيئة متكافلة ومتكاتفة.
3- إحياء روح التعايش بين الديانات، وغرس فقه التعايش في طلاب المدارس، والجامعات، والمراكز الدينية، وحثهم على قبول الآخرين، وحسن معاملتهم .
4-ضرورة تأصيل مبادئ التربية الإسلامية، والاهتمام بها في مختلف مؤسسات الإعداد والتكوين و التنشئة، والاهتمام بالطفولة. والاستفادة من المعايير والتشريعات والتوجيهات المتعلقة ببناء المجتمع وتحقيق مصالحه.
5- دعوة الأغنياء من المسلمين إلى وقف جزء من أموالهم لتعزيز المشاريع المتعلقة بالأمن والسلم في المجتمع
6- تشجيع وتعزيز ثقافة الحوار للناشئة وتربيتهم عليها في المدارس العامة والخاصة، و الجامعات، والكليات بشتى أنواعها، وإخضاع المناهج الدراسية في علوم الشريعة، والتربية، و الاجتماع، والنفس إلى رؤية تنسجم مع آليات تدبير الحوار، وحفزهم على المشاركة في بناء حوار واعد.
7- دعوة الأمة الإسلامية اليوم إلى فضيلة التصالح فيما بين الأفراد، و
الطوائف على تنوع مشاربها، والدول على اختلاف مصالحها لدرء الصدع ولم الشتات لمواجهة التحديات الداخلية والخارجية.
8- ضرورة تحرير ضوابط الاختلاف اعتمادا على منهج الصحابة – رضي الله عنهم- في إدارة الاختلاف، وتشجيع الأبحاث والرسائل والأليات كالمؤتمرات والندوات التي تبحث في أدب الخلاف.
9- ضرورة إخراج جيل مسلم واعٍ متسلح بعقيدته الإسلامية، وعلى دراية تامة بأمور دينه، مع إتقانه للعلوم التجريبية كالطب، والهندسة، وغيرها.
10- تشجيع الباحثين على التنقيب في التراث الإسلامي؛ لكتابة الأبحاث حول الشخصيات الرائدة في تاريخ الحضارة الإسلامية، ممن كان لهم دورٌ كبيرٌ في إصلاح مجتمعاتهم .
11- توعية الطلبة الجامعيين بأهمية شبكة الإنترنت باعتبارها إحدى مستجدات التكنولوجيا، وخاصة التعليمية منها في الحصول على المعلومات العلمية المتعلقة بالأمن والسلم في المجتمع.
12- دعوة مراكز الدراسات الإسلامية، والدعوية لدراسة الشبهات التي يثيرها أعداء الإسلام، والرد عليها، وتفنيدها بشكل علمي دقيق وهادف.
13-الدعوة إلى دراسة إدارة دولة ماليزيا لمجتمع متعدد الأعراق والأديان، والتي أدارت التعدد، والاختلاف بكثير من المهارة، وتمكنت من تحقيق الاسـتقرار التعليمي والاجتمـاعي والسياسي، وتحقيق معدلات عالية من النمو الاقتصادي، والاستفادة من معطياتها في كثير من النواحي.
للاطلاع على المزيد من صور المؤتمر، عبر الرابط