استجابة للدعوة الكريمة الموجهة لجامعة المدينة العالمية من الأزهر الشريف، تقديراً لتجربتها الفريدة عالميًّا ودورها الفعال في تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها، شارك مركز جامعة المدينة العالمية الافتراضي في الشرق الأوسط في حضور فعاليات المؤتمر السنوي الثاني لمركز الشيخ زايد لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها تحت عنوان “اختبارات قياس مهارات اللغة العربية لغير الناطقين بها – تجارب وإنجازات”، وذلك خلال فترة انعقاد المؤتمر 26 – 27 أكتوبر 2016م والذي أُقيم تحت رعاية فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف بتنظيم الرابطة العالمية لخريجي الأزهر.
وأتى تنظيم هذا المؤتمر انعكاسا لانشغال التربويين واللغويين بموضوع إعداد الاختبارات اللغوية في مجال اللغة العربية لغير الناطقين بها وذلك بسبب قلة هذه الاختبارات، في الوقت الذي سعت فيه العديد من اللغات إلى إنجاز اختبارات متقنة كاختبارات تشخيص الضعف اللغوي واختبارات تحديد المستوى واختبارات قياس الكفاءة.
ويهدف هذا المؤتمر إلى تجميع شتى الخبرات والجهود المبذولة في إعداد اختبارات اللغة العربية لغير الناطقين بها، والتخطيط العربي الشامل لكيفية إعداد الاختبارات في اللغة العربية، من حيث الأسس والاجراءات، ثم الآليات والتمويل والإشراف والإدارة لإنجازها، وتشكيل مجلس علمي تكون مهمته العمل على إعداد اختبار كفاءة عربي موحد لغير الناطقين باللغة العربية.
كما تناول المؤتمر عدة محاور فى مجالات تعلم العربية لغير الناطقين بها منها دور الاختبارات وأهميتها والخبرات والمجهودات والإنجازات التي تمت في هذا المجال وأنواع الاختبارات في تعليم اللغة والأسس العلمية لإعدادها والاتجاهات الجديدة بشأنها.
وقد دارت الأوراق البحثية المقدمة في المؤتمر والنقاشات حول المحاور الآتية:
- دور الاختبارات في تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها وأهمتها.
- الخبرات والمجهودات والإنجازات التي تمت في هذا المجال.
- أنواع الاختبارات في تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها: اختبارات التشخيص، اختبارات تحديد المستوى اللغوي، اختبارات المستوى، اختبارات الكفاءة اللغوية، اختبارات الاستماع، اختبارات التحدث، اختبارات القراءة، اختبارات الكتابة، اختبارات المفردات والتراكيب.
- الأسس العلمية لإعداد الاختبارات في اللغة العربية للناطقين بغيرها.
- آليات إعداد الاختبارات في اللغة العربية لغير الناطقين بها، وإجراءاتها وفنياتها.
- اتجاهات جديدة في إعداد الاختبارات اللغوية في مجال الناطقين بغير العربية.
وشهد المؤتمر مشاركة العديد من المتخصصين التربويين واللغويين في مجال إعداد الاختبارات اللغوية في اللغة العربية لغير الناطقين بها من 15 دولة آسيوية وأفريقية، فضلا عن حضور سفراء 40 دولة حول العالم، وممثلي الهيئات والجامعات والباحثين المختصين بهذا الشأن.
إذ شارك في حضور المؤتمر عن جامعة المدينة العالمية كل من الوكيل المساعد للشؤون الأكاديمية لنظام التعليم عن بعد ونائب رئيس قسم اللغة العربية بجامعة المدينة العالمية الأستاذ المشارك الدكتور محمد صلاح فتح الباب والأستاذ المشارك بكلية اللغات بجامعة المدينة العالمية الدكتور عبد الله رمضان.
هذا وقد كان حضور جامعة المدينة العالمية في هذا المؤتمر حضورا مؤثرًا متميزًا؛ حيث قام ممثلا الجامعة بالتعقيب على بعض الأوراق البحثية المقدمة، وإبداء وجهة نظرهم حولها، وإبراز السبق الذي حازته جامعة المدينة العالمية في مجال تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها، وكذلك التعريف الموجز بتجربة جامعة المدينة العالمية الفريدة؛ من خلال المناقشات العلمية والتعقيبات على الأوراق البحثية المقدمة.
كما جمعت ممثلي الجامعة لقاءات خاصة مع بعض قيادات الأزهر الشريف، والقائمين على مركز الشيخ زايد لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها، وكذلك مع عدد من الباحثين والمتخصصين والعلماء في مجال تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها، ودارت في أثناء هذه اللقاءات حوارات تعريفية بجامعة المدينة العالمية، ودورها المتميز وأسلوبها الفريد في التعليم، وخبرتها الفريدة في توظيف التقنيات الحديثة في خدمة اللغة العربية؛ باعتبارها جزءًا لا يتجزأ عن خدمة الإسلام والمسلمين.
وقد كانت للمؤتمر توصيات مهمة من أبرزها:
- التأكيد على تفعيل توصيات الملتقى الدولي الأول لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها (تجارب ورؤى مستقبلية) الذي عقد في الفترة من 2-4 من شهر ربيع الأول لعام 1434هـ/ الموافق 14-16 من شهر يناير لعام 2013م، بإنشاء المجلس العالمي لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها، والتأكيد على دوره باعتباره هيئة اعتماد واعتراف دولي ببرامج ومناهج واختبارات الكفاءة في اللغة العربية للناطقين بغيرها.
- تشكيل مجلس علمي لإعداد اختبار كفاءة عربي موحد لغير الناطقين بالعربية، واستخدام التقنيات الحديثة لإعداد اختبارات قياس تعلم العربية والتدريب على تطبيقها عن بعد.
- العمل على وضع إطار عام مرجعي عربي موحد لتعليم اللغة العربية بوصفها لغة أجنبية أو لغة ثانية؛ من أجل توجيه بناء المناهج الدراسية وإعداد اختبارات الكفاءة اللغوية العربية لغير الناطقين بها.
- إنشاء وحدة متخصصة داخل مركز الشيخ زايد لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها بالأزهر الشريف؛ يكون من مهامها تشكيل فرق عمل متخصصة لإعداد اختبار كفاءة موحد في اللغة العربية، مؤسس على الإطار المرجعي المقترح، ووضع الآليات اللازمة للتأكد من صلاحيته واعتماده ليكون محكًّا لإصدار شهادة معتمدة دولية في الكفاءة العربية.
- العمل على توثيق الروابط بين مراكز تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها وكليات التربية؛ من أجل التكامل والتعاون في تشكيل فرق لإعداد اختبارات الكفاءة اللغوية لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها، والاستفادة من التقنيات الحديثة في إعداد الاختبارات المحوسبة وتطبيقها؛ لقياس تعلم اللغة العربية لغير الناطقين بها والتدريب على تطبيقها عن بعد.
- التأكيد على تضمين الثقافة العربية الإسلامية في مناهج تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها وفي اختبارات قياس تعلم المهارات اللغوية لهذه الفئة، وإنشاء وحدة تدريبية متخصصة في اختبارات ومقاييس اللغة العربية؛ لتدريب متخصصين في بناء اختبارات معيارية مقننة، لقياس مهارات اللغة العربية للناطقين بغيرها وكيفية تطبيقها وتحليل نتائجها.
- توفير المعلومات اللازمة حول اختبارات قياس مهارات اللغة العربية لغير الناطقين بها؛ لاتخاذ القرارات المناسبة في ضوئها من أجل تطويرها، وإنشاء الوحدات المتخصصة، ووضع الآليات المستحدثة، واختيار الكوادر المناسبة والتمويل اللازم.
- توفير المخصصات المالية اللازمة لدعم البحوث والدراسات التي تعنى بتقويم تعلم اللغة العربية وبناء اختباراتها في مجال تعليمها وتعلمها لغير الناطقين بها.
- إطلاق موقع للمؤتمر؛ لتبادل الخبرات والتجارب والمحاولات المتعلقة بإعداد اختبار الكفاءة الموحد في اللغة العربية.
- إطلاق محطة تلفزيونية متخصصة تقدم برامج لتعليم العربية للناطقين بغيرها.