أخبار عاجلة

مجلة أسواق الماليزية تجري لقاءً صحفياً مع معالي المدير التنفيذي لجامعة المدينة العالمية

 

أجرت مجلة أسواق (ماليزيا والعالم العربي) مقابلة مع معالي المدير التنفيذي لجامعة المدينة العالمية الأستاذ الدكتور محمد بن خليفة التميمي، وذلك يوم الجمعة الموافق 8 يناير 2016م في المقر الرئيس للجامعة في شاه علم. تضمنها إعجابهم بما وصلت إليه الجامعة مؤخرا من تقدم على الصعيد الإقليمي والعالمي بالإضافة إلى توجيه العديد من الأسئلة بشأن دور الجامعة في نشر اللغة العربية وكذلك دعم قطاع التعليم في ماليزيا؛ حيث جاءت إجابة معاليه واضحة وصريحة  وشفافة، إعتمدت على رسالة جامعة المدينة العالمية ورؤيتها المستقبلية في الحرص على الجودة التعليمية والأكاديمية وتخريج أجيالاً قادرة على نقل الرسالة التعليمية بكل أمانة مما ينعكس ايجابيا على البيئة التعليمية في ماليزيا.

وتمثل فريق مجلة أسواق الماليزية في المدير التنفيذي الأستاذ علاء عبد الوحيد، ومدير التحرير الأستاذ أنس سلمان. حيث ابتدأ معالي المدير التنفيذي حديثه عن نظام التعليم في ماليزيا والذي يعكس قصة نجاح لقطاع تعرض فيها لتغيرات وعمليات تطويرمستمرة ودائمة عبر العديد من السنوات؛ ففي خلال السنوات الثلاثين الماضية قامت الدولة بجهود كبيرة للغاية من أجل توحيد جميع فئات المجتمع وكانت أداتها في ذلك النظام التعليمي الموحد بما فيه من منهج وطني والتأكيد على استخدام اللغة القومية باعتبارها أداة التدريس والاتصال، وشهدت تلك الفترة تزايدًا كبيرًا في معدلات الالتحاق في مختلف المراحل التعليمية. حيث تصاعدت اعداد الطلاب في ماليزيا بشكل كبير خاصة في العقد الثالث وتتلخص أسباب إقبال الطلاب من عدة جنسيات في القدوم للدراسة في ماليزيا في التالي: جودة وفاعلية التعليم الماليزي وانخفاض تكاليف الدراسة والمعيشة مقارنة بالدول الغربية والاعتراف العالمي بالتعليم الماليزي وخصوصا لدى بعض الدول.

وجاء تأسيس جامعة المدينة العالمية في عام 2008م بناء على توجهات وزارة التعليم في ماليزيا لتأسيس صرح تعليمي رائد متعدد الثقافات والأعراق، يتبنى العديد من البرامج الدراسية باستخدام أحدث أساليب التقنية والتكنولوجيا في العملية التعليمية.

وافتتح الحوار الصحفي بسؤال معاليه عن سبب اختيار ماليزيا مقر للجامعة وكيفية مساهمة جامعة المدينة العالمية في دعم قطاع التعليم في ماليزيا. حيث صرح الأستاذ الدكتور محمد بن خليفة التميمي أن جامعة المدينة العالمية تعتبر أنموذجا مثالياً للتعليم، فهي ليست جامعة محلية ولا فرعا لجامعة عالمية، بل تعتبر جامعة المدينة العالمية صرحا علميا منفردا بنمطه التعليمي المتطور؛ تزود قطاع التعليم بعدة برامج مهمة بدءأ من البرامج التمهيدية وحتى برامج الدكتوراه، اعتمادا على اللغة العربية والإنجليزية كلغات رسمية في منهاجها، كما تعتمد في أسلوبها التعليمي على أحدث وسائل التقنية للتواصل مع الطلبة وضمان جودة العملية الأكاديمية. كما أضاف أن ماليزيا هي أنموذج رائع  للتعايش ضمن بيئة متعددة الثقافات والأعراق حيث تسعى الجامعة لتطبيق هذا النموذج على بيئتها والتركيز على التعلم والتعايش بسلام.

وعند السؤال عن فكرة تأسيس جامعة المدينة العالمية، أجاب معاليه أن الفكرة كانت جزئين: محلي وعالمي، فالمحلي حزء مستقل مرخص من المملكة العربية السعودية، والبعد العالمي وهي جامعة المدينة العالمية. أما الانطلاق الفعلي الرسمي التشغيلي للجامعة، كان في فبراير عام 2008 حيث استقبل الجامعة أول دفعة من طلابها، وقبله فقد قام الوفد التأسيسي للجامعة بزيارة دولة ماليزيا (واللقاء مع فخامة رئيس وزراء دولة ماليزيا، ووزير التعليم العالي الماليزي، وكبار المسئوليين الحكوميين في مجال التعليم، وبعض مؤسسات التعليم العالي)، تم تأسيس الشركة المالكة «شركة المدينة العالمية (ماليزيا) المساهمة المحدودة»، وبعده قام وفد رفيع المستوى من وزارة التعليم العالي وهيئة الاعتماد الأكاديمي الماليزية بزيارة لمقر مؤسسة المدينة العالمية الخيرية بالمدينة المنورة بالمملكة العربية السعودية، فعليه أصدرت وزارة التعليم العالي الدعوة الرسمية لإنشاء جامعة المدينة العالمية بدولة ماليزيا.

واستكمل الأستاذ أنس سلمان حواره بالاستفسار عن رسالة وأهداف جامعة المدينة العالمية. حيث أكد معالي المدير التنفيذي للجامعة الأستاذ الدكتور محمد بن خليفة التميمي أن رسالة الجامعة تتضح عبر رؤيتها وهي أن تكون جامعة عالمية رائدة، تعنى بالعلوم المتنوعة، في مجالتها المتعددة، لخدمة وتطوير الإنسانية، ونعني بالرائدة توظيف التقنية لضمان عملية التعليم، وتتميز أيضا لكونها جامعة خاصة غير ربحية، كما تتضح رسالتها أيضا في إيصال العلوم بأفضل الوسائل والطرق؛ والتطوير العلمي والتبادل المعرفي في ضوء المعايير العالمية، لإيجاد بيئة تعليمية بحثية حديثة للأجيال المتعلمة في سائر أنحاء العالم، بما يخدم المجتمع ويحافظ على القيم، وهدفها نشر العلم والمعرفة في شتى مجالات الحياة، وتسهيل سبل تلقي العلم بأحدث وأفضل وسائل التقنية والحفاظ على القيم والمثل العليا عن طريق التعليم العالي والبحث العلمي مع تكوين بيئة علمية شاملة ومتكاملة في مجال التعليم والبحث.

وعن نظام التعليم والبرامج الدراسية المتاحة في الجامعة، أشاد معاليه أن جامعة المدينة العالمية كيان تنموي شامل يُعنى بالعلوم المتنوعة في مجالتها المتعددة كما هو واضح عبر ست كليات، وثلاثة وتسعين برنامجاً دراسياً موزعاً على جميع المستويات الدراسية (البكالوريوس، ماجستير، والدكتوراه) الربع منها في مرحلة البكالوريوس، وثلاثة الأرباع في مرحلة الدراسات العليا، فهدف الجامعة تسوية عدد الطلاب في المستويين الدراسيين (ليقابل طالب بكالوريوس طالباً في الدراسات العليا).

وأكمل معاليه أن الجامعة تستقطب نخبة من المحاضرين والهيئة التدريس من مختلف البيئات لتهيئة بيئة تعليمية متكاملة سواء أكان التعليم في حرمها الجامعي أو في أسلوب التعلم عن بعد. فنظام التعليم عن بعد، هو جزء من الواقع، والواقع الافتراضي، فالتعليم جزء لا يتجزء من هذا الواقع، ويوفر المعرفة للطالب دون أن ينتقل من مكانه بالمحافظة على معايير الجودة.

وعن كيفية تقييم الطالب عبر نظام التعليم عن بعد، أفاد معاليه بوجود مشرف للجامعة في جميع الدول التي يتواجد فيها طلبة الجامعة يقوم بعملية الإشراف على إجراءات الامتحانات بالتثبت على هوية الطالب، وقبل الامتحانات يلزم على الطالب المشاركة في المحاضرات المجدولة له، والقيام بالواجبات والمنتديات حيث يحاسب على الطالب في بكالوريوس ثمان محاضرات والدراسات العليا ست محاضرات.

ولتسليط الضوء على أهم إنجازات الجامعة أشاد معاليه أن ماليزيا اعتنت بالتعليم عناية كبيرة، فهي دولة قائمة على الاقتصاد المعرفي، وماليزيا لديها منظومة كاملة، وعلى هذا الأساس وضعت وزارة التعليم سياستها وكونت هيئة اعتماد البرامج الدراسية، في ظل هذه الأشياء الجامعة انتظمت في داخل هذه المقاومة واستصحبت كل هذه القوانين الحاكمة بما في ذلك قوانين الدولة والدستور التي زودتها الوزارة للجامعات الخاصة، بما في ذلك الأنظمة واللوائح والمعايير، فكل ذلك ساهم في دفع الجامعة إلى أن تصل إلى هدف محددة وبوقت سريع، فلدى الجامعة حاليا ثلاثة وتسعين برنامجاً رغم عمرها القصير مقارنة مع الجامعات الأخرى العريقة، ومن تلك البرامج ثمانية وخمسين برنامجاً اعتمدت اعتمادا نهائيا من قبل وزارة التعليم الماليزي وهيئة الاعتماد الأكاديمي الماليزية (MQA) ومن جانب آخر فإن الجامعة استطاعت أن تؤتمت كل إجراءات التعليم، وهذا الإنجاز يعتبر فريدا من نوعه في مجال التعليم.

كما تناول الخبرات والقيمة المضافة التي يتكتسبها الطالب بجامعة المدينة العالمية والتي تتميز بها عن غيرها من الجامعات. حيث أكد معالي المدير التنفيذي أن تدريس الجامعة لبرامج عديدة باللغة العربية من شأنه أن يساهم في جعل الجامعة محطة تعليمية متميزة، بالإضافة إلى كادرها الأكاديمي المؤهل وحرصها في توفير بيئة تعليمية متكاملة وتطبيق معايير جودة التعليم، إلى جانب اعتماد برامجها الدراسية، وجميعها عوامل تسهم في إثراء قطاع التعليم في ماليزيا.

وصرح معاليه أن بيئة الجامعة هي بيئة متعددة الثقافات والأعراق مشابهة للمجتمع الماليزي في تعددها العرقي المتجانس. ففي جامعة المدينة العالمية أكثر من 90 جنسية من مختلف أنحاء العالم، مما يؤكد نجاح جامعة المدينة العالمية في توفير الصرح العلمي الرائد الذي يطمح به الجميع. وهذا يعود إلى سهولة تكيف الطالب في بيئة جامعة المدينة العالمية حيث الإحترام والقدرة على التكيف وسهولة التواصل.

أما الاتفاقيات الثنائية التي أبرمتها الجامعة مع الجامعات والمؤسسات الأخرى، أكد معاليه أن لدى الجامعة الآن ثمانية وتسعين اتفاقية مبرمة مع الجامعات الماليزية والعربية والإفريقية، والجامعات من جميع أنحاء العالم، لأن الجامعات تنظر إلى الجامعة من حيث البعد التقني فمذكرات التفاهم قائمة وتبادل الخبرات قائمة في جميع المجالات التعاونية سواء أكاديمية أو إدارية أو تقنية خصوصاً في نقل المعرفة.

واختتم معاليه الحوار بأن خطط الجامعة المستقبلية تتمثل في بيئة متكاملة في التعليم والتعليم الذاتي وتوظيف الجامعة أدوات التقنية لضمان عملية التعليم أهّلتها إلى طوء مستقبلي، وهذا التوجه مكنها من تحقيق ما تتطلع إليه الجامعات الأخرى في توفير أنماط التعليم (التعليم المباشر والتعليم عن بعد)، وما تتطلع إليها الجامعة حاليا –هو تفسير الرؤية المخبئة تحت شعارها (من الشروق إلى الغروب) بتوفير نمط جديد للتعليم. فالجامعة تضع على رأس أولوياتها تقديم تعليم عالي الجودة، من شأنه أن يهيئ خريجين أكفاء، مُلمين بعلوم تخصصاتهم ومتمكنين من مهارات أساسية تفيدهم في الانخراط بسوق العمل.

وتقدم فريق المجلة بالشكر والامتنان للأستاذ الدكتور محمد بن خليفة التميمي على حسن استقباله لهم وعبروا عن إعجابهم بمركز الجامعة وسمعتها المتميزة ليس على المستوى الإقليمي فحسب،وإنما على المستوى العالمي ايضاً. كما تقدم معاليه بشكرهم على مبادرتهم باختيار جامعة المدينة العالمية لإجراء هذا الحوار الذي يسهم في إيصال رسالة جامعة المدينة العالمية لأكبر عدد من القراء، وما وصلت إليه الجامعة من مكانة مرموقة الآن ما هو إلا جهد جماعي يجب أن يتم تطبيقه بين جميع الجامعات حتى ينعكس بصورة جامعية وإيجابية على قطاع التعليم في ماليزيا.