في مقال نشره موقع العربي الجديد بعنوان “لغة الضاد في بلاد العرب.. غربة وإهمال” بتاريخ 22 فبراير 2015م والذي أعدته الأستاذة كوثر الخولي في القاهرة، تحدث أستاذ الأدب والنقد في جامعة المدينة العالمية الأستاذ المساعد الدكتور عبد الله رمضان عن مستقبل اللغة العربية في ظل التحديات المتزايدة والتي تهدد بضياعها، قائلاً: ” اللغة العربية مهما أصاب أهلها من ضعف ستظل حية لارتباطها بالقرآن الكريم، وكذلك لتراثها الثري جدّاً، ولرقيها ونضجها، غير أن الانكماش الحاصل الآن مرتبط في الأساس بالتراجع الحضاري للعرب، فكم عز أقوام بعز لغات، كما قال حافظ إبراهيم، والمنتج الحضاري على تنوعه يحمل اللغة ضمناً، فإننا، مثلاً، إذا أنتجنا وأسهمنا في التطور الحضاري للإنسانية تجوب منتجاتنا العالم بأسمائها التي سميناها بها، وإذا كتبنا في العلوم، مثلاً، تبقى مصطلحاتنا حاضرة لدى الأمم الأخرى بمسمياتها، ولنا في شواهد التاريخ الكثير، ففي وقت من الأوقات عندما كانت أوروبا ترتع في الجهل والظلام كانت العلوم العربية تقتحم العالم وتجوب الآفاق، وحتى الآن ما زالت بقايا من تلك المصطلحات حاضرة في العلوم. الشاهد أن المنتج الحضاري يحمل اللغة ويسهم في نشرها، فضلاً عن القوة الناعمة للأمم المتحضرة التي تجعلها قبلة للأمم الأخرى، مما ينعكس على انتشار لغتها ونموها وثرائها.
كما أضاف سعادته: “الحاصل الآن أن هناك إهمالاً كبيراً للغة العربية من الدول العربية نفسها، مما يستدعي وقفة جادة لضبط البوصلة على النحو الذي ينتصف لها، فالاهتمام بتعليم العربية وإصدار القوانين الداعمة لذلك واحترامها والتحدث بها، مما يمثل ضرورة كبرى، الأمر يقع على عاتق جهات عدة، الجهات الرسمية، والمجتمعية، والأفراد كذلك.”
كما أكد سعادة الدكتور عبد الله أن التطور الحضاري والمعرفي لا ينتفي مع اللغة القومية فكثير من الدول التي لها لغات قومية ليست في نضج العربية ولا سهولتها، قياساً بهذه اللغات، تعتز بهويتها ولغتها وهي متطورة جدّاً، كاليابان والصين، وأخيراً تركيا.
واختتم حديثه: “يظل الأمل قائماً وحاضراً في العديد من المبادرات الأهلية والشبابية التي تحاول جاهدة إحياء العربية في حياة الناس، وكذلك جهود أكاديميين متميزين، كان لهم دور كبير في إصدار العديد من المطبوعات تهتم باللغة العربية المعاصرة وتطويع ما يمكن تطويعه مما شاع على الألسنة للقواعد الأصيلة ورده إلى الفصاحة، ولو على نحو من الأنحاء، ونذكر هنا معجم اللغة العربية المعاصرة، للدكتور أحمد مختار عمر رحمه الله. ولتكون هذه المجهودات مؤثرة يجب وجود دعم رسمي من الحكومات، ودعم إعلامي وفني وإبداعي، والإكثار من الفعاليات، وقبل كل شيء القضاء على الأمية والجهل وتوفير مناخ للحرية والإبداع.”
كما تطرق المقال إلى أبرز مظاهر ضياع اللغة العربية، وهي لغة “الفرانكو آراب” والتي يستخدمها الشباب على مواقع التواصل الاجتماعي، إلى جانب تأثير الإعلام والتعليم الأجنبي على ضياع اللغة العربية، وأهمية إطلاق مبادرات ما من شأنها تثري اللغة العربية وتعزز من شأنها كمبادرة “اكتب صح”. كما اتخذ المقال التعليم المصري أنموذجاً لضياع اللغة العربية فالحالة المصرية التعليمية تتضمن تعليماً أميركياً وفرنسياً وألمانياً وكندياً وإيرلندياً وحتى تركياً وغيره من أنماط التعليم، التي تجمع كلها على اعتبار أن تعليم اللغة العربية أمر فرعي لا علاقة له بسوق العمل أو هوية تلك المدارس.
وما جاء بالمقال يؤكد أن “غربة اللغة العربية” في بلادها ليست نتيجة سلوك فردي لمدرس أو لمدرسة أصابها استثناء الإهمال وانعدام الرقابة أو الاغتراب عن لغة القرآن، ولكنها تراكم لمواقف متخاذلة ومنسحقة تجاه لغات العالم المتقدم علميّاً وتكنولوجيّاً مما أدى إلى نشوء أنماط تعليمية داخل الدولة الواحدة.
وبدورها، تسعى جامعة المدينة العالمية كإحدى مؤسسات التعليم العالي الرائدة في ماليزيا، إلى إحياء اللغة العربية والحفاظ علىيها من الإهمال، ليس فقط بمناهجها التدريسية وإنما أيضاً بالنشاطات الثقافية والمبادرات والندوات والمؤتمرات التي تعقدها في سبيل إثراء لغة القرآن الكريم وتعزيز دورها في الحفاظ على هوية المسلمين.
لقراءة المقال كاملاً على موقع العربي الجديد:
http://www.alaraby.co.uk/supplementeducation/b6a8e6c2-4709-492c-8df3-623b5e3c49be