أخبار عاجلة

جامعة المدينة العالمية تقيم الندوة الشهرية السادسة تحت عنوان: “الإمام ابن القيم مربيا”

رغبة في إبراز أساليب إمام ابن القيم، و ومدى تأثيرها  وتأثرها، وشموليتها، وحاجة الأمة إليها في جميع أبعاد الحياة المختلفة؛ الفكرية، والاقتصادية، والسياسية والاجتماعية والتربوية، فقد قامت جامعة المدينة العالمية، برعاية معالي المدير التنفيذي الأستاذ الدكتور محمد بن خليفة التميمي- حفظه الله، وبإشراف اللجنة التنسيقية التابعة لعمادة البحث العلمي بوكالة البحوث والتطوير، بتنظيم الندوة الشهرية السادسة يوم الخميس الموافق 27 نوفمبر 2014م، وذلك ضمن سلسة الندوات العلمية التي تعقدها بشكل شهري، في المقر الرئيس للجامعة بمدينة شاه علم – ماليزيا، تحت عنوان: “الإمام ابن القيم مربيا” والتي تناولت تسع ورقات تم مناقشتها خلال الجلسة.

وانطلقت فعاليات الندوة بكلمة من رئيس الجلسة الأستاذ المشارك بكلية التربية الدكتور يوسف حسن محمد، حيث رحب سعادته بالحضور وشكرهم على مشاركتهم، كما بين إشكالية الندوة، وأهدافها، والنتائج الملتمسة منها.

واستهلت فعاليات الندوة بكلمة افتتاحية ألقاها معالي المدير التنفيذي للجامعة الأستاذ الدكتور محمد بن خليفة التميمي، شكر فيها القائمين على الندوة، كما أكد فيها على رؤية الجامعة في تنظيم مثل هذه الندوات العلمية، والتي تتمثل في تأجيج المبادئ التي أصّلها لنا سلفنا العلماء في جميع المجالات، وما كان لابن القيم الجوزي من آثار في ترسيخ تلك الأسس المعرفية؛ الفكرية، والفقهية، والتربوية، والأصولية، والطبية، والحديث، فالتفسير.

وعلى إثره، تم مداولة العديد من الورقات العلمية، والمسائل والموضوعات؛ منها ما قدمت مباشرة، وغير مباشرة، فمن الأوراق التي قدمت مباشرة نسجل منها:  آراء ابن القيم وأفكاره التربوية في ضوء نظريات الفكر التربوي الحديث: جون ديوي نموذجا (رؤية نقدية مقارنة) والتي أعدها الدكتوران،  الأستاذ المساعد الدكتور أيمن عائد محمد عميد كلية التربية، والأستاذ المشارك الدكتور داود عبد القادر إيليغا عميد كلية اللغات؛ وفي الورقة، تطرق الدكتور أيمن إلى أهمّ الملامح الرئيسة لشخصية كلّ من ابن القيم وجون ديوي، من حيث حياتهما، وأعمالهما، والعوامل الّتي أثّرت في أفكارهما الفلسفية العامة، والكشف عن أهم الآراء والأفكار التربوية لكل منهما وتحديد أثرها في تربية العصور التي عاشا فيها، ثمّ عقدا على مقارنة بين كل من الآراء والأفكار التربوية لكل منهما، فقدما أوجه الإفادة من تلك الآراء والأفكار التربوية لكل منهما، وذلك في معالجة مشكلات الواقع التربوي المعاصر. ونتيجة؛ فقد توصل الباحثان إلى أن الأفكار والمنطلقات التي انطلق منها ابن القيم كانت أكثر واقعية وموضوعية من جون ديوي، وأن التربية الإسلامية تعتمد على العقل بينما الغربية تعتمد على الحواس، وكان ووصا إلى ضرورة التمسك بالأفكار والمبادئ التربوية الإسلامية فهذا يساهم في حل جميع مشاكلنا التربوية سواء على المستوى الفردي أو الجماعي.

والورقة الثانية جاءت تحت عنوان:”الجوانب التربوية عند الإمام ابن القيم”، فقدمتها الدكتورة أمل محمود، الأستاذ المساعد بكلية التربية فتطرقت إلى الجوانب التربوية (الفكرية، العاطفية، الخلقية ) عند الإمام ابن القيم، وبينت مفهوم التربية، وأهميتها، ووسائل تنميتها لدى الناشئ، وكيفية توظيف فكر الإمام من خلال المنهج المدرسى، متبعا في ذلك المنهج الوصفى التحليلى، كما توصلت إلى نتائج أهمها: إيجاد علاقة وثيقة بين التربية الفكرية، والعاطفية، والخلقية عند الإمام ابن القيم. تعدد أساليب التنمية عند الإمام ابن القيم، القيمة الخلقية  عملية عقلية ووجدانية روحية حسية، وعلى هذا فإن تعليمها لا يمكن أن يتم بطريقة عشوائية أو بالأساليب السائدة في التدريس، والتي تعتمد على الحفظ والتلقين، وإنما لابد من أساس علمي يخضع الواقع المادي الأنشطة الإنسانية للقوى الأخلاقية والروحية؛ حيث إن  تعليمهايتم  بتهيئة كل الظروف لتحقيق الاستجابة العقلية القائمة على الإقناع، ثم الاستثارة العاطفية لاستشعار القيمة ثم يأتي دور تدريب السلوك على ممارسة القيمة.

والورقة الثالثة خضعت “لرأي ابن القيم في الإنسان والتربية” والتي قدمتها الدكتورة إيمان قطب الأستاذ المساعد بكلية التربية، تطرقت كذلك إلى مفهوم التربية عند ابن القيم، وأسس الربط بين الإنسان والتربية وعدم الفصل بينهما، وكذلك الإسهام فى تأصيل التربية عن طريق الوقوف على التراث التربوى، و الرغبة فى إبراز الفكر التربوى عند ابن القيم متبعا المنهج الوصفى الذى يصف آراء ابن القيم فى شخصية الإنسان باعتباره محور العملية التربوية ، وكذلك رأيه فى أدوار التربية، كما توصلت إلى تحديد الفكر التربوى الأصيل عند ابن القيم بنظرته إلى الإنسان بأنه محور العملية التربوية، تحرص التربية عند ابن القيم على إيجاد نموذج خاص من الإنسان الصالح الحريص على العلم النافع.

فكانت الورقة الرابعة التي ألقاها الأستاذ المساعد الدكتور محمد أحمد عزب، الأستاذ المساعد بكلية العلوم الإسلامية: والتي أتت تحت عنوان: “أثر الفكر الديني ودوره في التربية عند ابن القيم”، ترمي إلى معنى التربية قبل المعني بالتعليم مراكز التعليم في العالم الإسلامي التي جلبت النظم الأوربية تدفع بمن تدربوا على الطاعة العمياء لمنظومة المجتمع وتتأثر به بدل أن تؤثر فيه نظرية التربية الإسلامية عند ابن القيم  عني فيها بالجمع بين الروح والجسد، والعناية بالجسد ضرورة للتربية الصحيحة. اعتبر ابن القيم الوالدين ركيزة أساسية في عملية التنشئة الراشدة للطفل. اعتبر ابن القيم أن العلم والعمل قرينان في العملية التربوية، وأن خطر علماء السوء على العملية التربوية بالغ السوء.

فمن الأوراق التي لم تقدم مباشرة فمنها التوجيهات التربيوية العامة في الإسلام وعند ابن القيم، قام بتقديمها الأستاذ المساعد الدكتور أشرف حسن محمد حسن الدبسي، وتطرق فيها إلى إيضاح مفهوم التربية وأهميته، والكشف عن أهم الحقوق المشروعة للولد، وبين تصور ابن القيم للتربية، وأهمية التربية البدنية للطفل عند ابن القيم، كما بين احتياجات الطفل التربوية، من أحق بالتربية من منظور ابن القيم، وبيان أهم مخاطر الإهمال في التربية.

وألقى الورقة السادسة بعنوان: “الفكر الديني في التربية وأثره في بناء الفرد والأمة” المحاضر بكلية العلوم الإدارية والمالية الأستاذ أحمد عثمان محمد تناول فيها معنى التربية ونشأتها، وأنواع التربية، والمؤسسات التربوية ودورها في العملية التربوية، والفرق بين التربية والتعليم وأهمية التربية للفرد،  وأهمية التربية للمجتمع وأهم العلوم التي تعتمد عليها التربية.

وقدم الأستاذ المساعد في الفقه وأصوله بكلية العلوم الإسلامية الدكتور خالد حمدي الورقة السابعة، وتطرق إلى “موقف ابن القيم من التعليم والاكتساب لدى الطفل”، وأن الآراء التربوية للعالم الإسلامي كبير، فالبحث يهدف إلى الكشف عن بعض هذه الأفكار التربوية لدى أحد علماء الإسلام ليجلي بوضوح معالم المدرسة التربوية الإسلامية خاصة في مجال الطفل، إذ هو النبتة الأولى لغرس القيم التربوية والخلقية لخلق شخصية سوية، وإلى شخصية ابن القيم وبمصادره التربوية، وتناول كذلك موقف ابن القيم (رحمه الله تعالى) من التعليم والاكتساب عند الطفل، مستخدما المنهج الاستقصائي التحليلي.

وجاءت الورقة الثامنة، تحت عنوان: “القواعد الفقهية الكبرى وتطبيقاتها التربوية عند ابن القيم”، والتي قدمها الأستاذ المساعد الدكتور ياسر محمد عبد الرحمن طرشاني،  وقسم ورقته إلى خمسة مباحث؛ الأمور بمقاصدها، واليقين لا يزول بالشك، والمشقة تجلب التيسير، والضرر يزال، والعادة محكمة وأدلتها الشرعية، وتطبيقاتها التربوية عند ابن القيم، مستخدما المنهج الاستقرائي والتحليلي وذلك بجمع القواعد الفقهية الخمس الكبرى، وتحليلها بذكر أدلتها، وذكر التطبيقات التربوية لها عند ابن القيم، وكان من نتائج هذا البحث أن ابن القيم ذكر تطبيقات تربوية عديدة  للقواعد الفقهية الخمس الكبرى.

ثم أخيرا جاءت الورقة التاسعة تحت عنوان: “أسلوب الوعظ عند الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى”، بتقديم الأستاذ المشارك الدكتور يوسف حسن محمد، وقسم بحثه إلى مقدمة و ثلاثة مباحث, ففي المقدمة تحدث عن سبق علماء الإسلام على غيرهم في شتى مجالات العلوم ومنها الجانب التربوي، وتكلمت عن التربية عند الإمام ابن القيم، خصص المبحث الأول للحديث عن حياة الإمام ابن القيم رحمه الله، مولده ونشأته ووفاته وشيوخه وتلاميذه ومؤلفاته، والمبحث الثاني عن أسلوب الوعظ وتعريفه ووجوده في الكتاب والسنة، وكيفية الاستفادة منه في مجال التعليم. والثالث وضعت فيه 60 موعظة للإمام ابن القيم من كتابه الفوائد، ووصى بعقد دراسات مقارنة بين أئمتنا الأعلام والتربويين المحدثين، وتضمين كتب التدريس مواعظ وحكم الامام ابن القيم.

وانتهت الجلسة بفتح المجال أمام أهل الاختصاص والمفكرين للتعليقات والإضافات، وبإعطاء الفرصة للجنة العلمية بإصدار توصيات الندوة، من أهمها: التأصيل الشرعي للدراسات التربوية، وإعداد موسوعة تربوية للأئمة الأعلام، والاهتمام بتربية الشباب تربية صحيحة، وتطبيق فكر ابن القيم التربوي في المؤسسات التعليمية، ومراعاة المنهج الدراسي لرغبات المتعلمين، والتربية الشمولية للأبناء من الناحية الإيمانية والفكرية والاجتماعية والبدنية، والاستفادة من الوسائل العصرية في مجال تعليم الأطفال.

وفي الختام، شكر رئيس الجلسة الحضور، كما أكد سعادة عميد البحث العلمي الأستاذ المساعد الدكتور سيكو توري أن إقامة هذه الندوة يعكس مدى اهتمام، وتوجهات معالي المدير التنفيذي للجامعة الأستاذ الدكتور محمد بن خليفة التميمي، في تكريس مبدأ الحوار، كما وجه الحضور أسمى آيات الشكر والتقدير لمعالي مدير الجامعة التنفيذي على رعايته لهذه الندوة وحرصه على إقامة مثل هذه الجلسات العلمية النافعة، والدائمة على حسن مسيرة الجامعة.

وأمل الحضور أن تحقق هذه الندوة أهدافها، وما نتج عنها من توصيات، وأن تنفع -إن شاء الله – الإسلام والمسلمين والبشرية عامة. والجدير بالذكر أن ندوات عمادة البحث العلمي تستمر وبشكل شهري على مدار العام، بالتنسيق مع وكالة البحوث والتطوير وبتنظيم اللجنة التنسيقية والتنفيذية، من خلال إقامة دورات تدريبية حوارية وورش عمل تنفع الإسلام والمسلمين.