لاشك أن المؤسسات التعليمية هي مراكز الإشعاع الحضاري والمعرفي داخل المجتمعات الحضارية، ومهمة الجامعات خاصةً تتمثل في بناء المجتمع المعرفي إلى جانب التطوير والتعليم وخدمة البحث العلمي من أجل المساهمة في بناء اقتصاد المعرفة وإثراء المعارف الإنسانية لخدمة المجتمع.
وعند التطرق لمصطلح “إدارة المعرفة”، فيُقصد به التقنيات والأدوات والموارد البشرية المستخدمة لجمع وإدارة ونشر واستثمار المعرفة ضمن مؤسسة ما، كما ينظر إلى إدارة المعرفة على أنها إدارة ما يمتلكه الأفراد من مهارات تستند إلى المعرفة، وليس فقط ما هو موثق في مستندات المؤسسة، والهدف من إدراة المعرفة يرتبط بعملية اتخاذ القرار في المؤسسات.
أما بالنسبة لأبعاد توظيف “إدارة المعرفة” في المؤسسات، فلابد أن تكون إشارة البدء من جامعة المدينة العالمية، حيث التوظيف الأمثل للتقنية والمعرفة والبحث العلمي ومنظومة المراكز البحثية والعلمية. إذ تسعى جامعة المدينة العالمية منذ بداية تأسيسها في عام 2008م في خدمة وتطوير العلم وبناء مجتمع المعرفة وتقديم تعليم مميز في ضوء المعايير العالمية، من خلال إيجاد بيئة ثقافية محفزة للتعلم والإبداع الفكري، لإنتاج بحوث علمية تخدم المجتمع وتسهم في بناء اقتصاد المعرفة.
وبسبب التقدم والتطور الهائل في مجال تقنية المعلومات الذي يشهده مجتمعنا الحالي، باتت جامعة المدينة العالمية مجتمعاً ذو ركيزة معرفية مميزة، تشكل من خلال صناع المعرفة الذين يوجهون آدائهم من خلال التغذية العكسية بين الطالب ومعلمه، إلى جانب أدوات التقنية العالية وتبني أحدث السبل التكنولوجية في تقديم نظام تعليم مميز.
اعتمدت جامعة المدينة العالمية في منهجيتها على انتاج البحث العلمي السليم وتحفيز أعضاء هيئة التدريس والباحثين والطلاب على الإبداع والتميز لخدمة المجتمع والمساهمة في بناء اقتصاد المعرفة إضافة لإقامة الشراكة المحلية والعالمية الفاعلة والإستفادة منها فى الجوانب العلمية والتطبيقية المعرفية. حيث تأمل الجامعة في التمكن من قيادة المجتمع ودعم قطاع التعليم الماليزي ليمتلك ناصية المعرفة ولتبقى أنموذجاً حياً يُقتدى به في مساهمتها بتحويل التعليم إلى اقتصاد قائم على إدارة المعرفة.
تضع جامعة المدينة العالمية كلّ إمكاناتها العلمية والتقنية لمواكبة المستجدات العصرية ومجابهة التحديات العلمية والتقنية الراهنة والمستقبلية، والارتقاء إلى المستوى الذي يليق بها علميًا وتقنيًا، وتسعى في سبيل ذلك إلى تحفيز الإبداع لإيصال العلوم بأفضل الوسائل والطرق، ملتزمة بمبادئ الإسلام والتنوع الثقافي لإيجاد بيئة تعليمية بحثية حديثة للأجيال المتعلمة في سائر أنحاء العالم.