بغية تسليط الضوء على مكانة جامعة المدينة العالمية بماليزيا وجهودها في خدمة اللغة العربية ونشرها، وتوطيد علاقة كلية اللغات بغيرها من الكليات الأخرى في الجامعة، فقد قامت جامعة المدينة العالمية، برعاية معالي المدير التنفيذي الأستاذ الدكتور محمد بن خليفة التميمي- حفظه الله، وبإشراف اللجنة التنسيقية التابعة لعمادة البحث العلمي بوكالة البحوث والتطوير، بتنظيم الندوة الشهرية السابعة يوم الجمعة الموافق 26 ديسمبر 2014م، وذلك ضمن سلسة الندوات العلمية التي تعقدها بشكل شهري، في المقر الرئيس للجامعة بمدينة شاه علم – ماليزيا، تحت عنوان: “جامعة المدينة العالمية ودورها في تفعيل اللغة العربية” والتي تناولت سبع ورقات تم مناقشتها خلال الجلسة.
وانطلقت فعاليات الندوة بكلمة من رئيس الجلسة الدكتور خالد حمدي الأستاذ المساعد بكلية العلوم الإسلامية، حيث رحب سعادته بالحضور وشكرهم على مشاركتهم، كما بين إشكالية الندوة، وأهدافها، والنتائج الملتمسة منها.
وعلى إثره، تم مداولة العديد من الورقات العلمية، والمسائل والموضوعات؛ منها ما قدمت مباشرة، وغير مباشرة، وكانت أولى الأوراق التي قدمت مباشرة: “الأسُسُ اللُّغويةُ لصياغةِ المصْطَلَحاتِ في جامعةِ المدينةِ العالميةِ – دراسة وصْفيَّة نقدية” والتي قدمتها الأستاذ المساعد بكلية اللغات الدكتورة ندى الضاهر. استهدفت دراستها إلى إبراز مدى إسهام جامعة المدينة العالمية في مجال المصطلحاتِ اللُّغوية، وبيان الأسس اللُّغوية التي اتبعتها جامعةُ المدينة في صياغة تلك المصطلحاتِ، وتقييم تلك الأسُس، وبيان مدى موافقتها لأسُس دراسةِ المصطلح في ضوء علم المصطلحِ الحديث. واستخلصت إلى عدد من النتائج أهمها: أن جامعة المدينة العالمية اعتمدت في وضعها للمصطلحاتِ على أسس صياغة المصطلح الحديثة بشكل كبير، ومنها ما اعتمد على أكثر من أساس،كم أن بعضها لها مرادفٌ باللغتين: العربية والإنجليزية، إضافة إلى اختصار، وأن بعض هذه المصطلحات ليست من وضع الجامعة، إضافة إلى أن المصطلحات المعرفة في أدلة الجامعة قليلةٌ جدًّا، وتحتاج إلى وضع تعريفات محددة لها،كما اتسمت بعضُ هذه المصطلحاتِ بالجمالية والتأثير في نفوس السامعين، وبعضها ثقيلٌ لفظُه وبعضُ المصطلحاتِ استُخدم كثيرًا في المواقع الإلكترونية. وأوصت إلى تشكيل لجنة تُعنى بصياغة المصطلحاتِ، ووضع تعريفاتٍ محدَّدة لها، ووضْع دليل في الصفحة الرئيسة للجامعة يحوي بعضَ المصطلحاتِ المهمة وتعريفاتها.
أما الورقة الثانية : “واقع تدريس اللغة العربية في جامعة المدينة العالمية: “جهود وعقبات” فقدمها الدكتور السيد محمد سالم العوضي الأستاذ المساعد بكلية اللغات فتحدث عن واقع تدريس اللغة العربية في الجامعة، والثانية:عن مناهج ومقررات اللغة العربية في الجامعة، والثالثة: عن وسائل وطرق تدريس اللغة في الجامعة، والرابعة: عن عقبات وحلول. ثم خاتمة تتضمن بعض التوصيات والمقترحات مشفوعة بقائمة المصادر والمراجع.
وجاءت الورقة الثالثة تحت عنوان: “البرنامج التمهيدي في اللغة العربية والعلوم الإسلامية بجامعة المدينة العالمية: دراسة تقويمية”، والتي قدمها كل من عميد كلية اللغات وعميد كلية التربية الأستاذ المشارك الدكتور داود إيليغا، والأستاذ المساعد أيمن عايد محمد ممدوح، على التوالي. هدفت الدراسة إلى تقويم البرنامج التمهيدي في اللغة العربية والعلوم الإسلامية من وجهة نظر الطلاب الدارسين بالبرنامج. واستخدمت الدراسة المنهج الوصفي التحليلي، حيث تم توزيع أداة الدراسة على عينة عشوائية من طلاب الفصل الدراسي الثالث سبتمبر 2014م بلغ عددها ( 12) طالباً، بناء على استبانة مقننة، تتكون من ثمانية محاور رئيسة تمثلت في: درجة تحقيق البرنامج لما وضع له من أهداف، وتقييم قدرات الطالب ومهاراته، وقدرة البرنامج على تنمية الاتجاهات الإيجابية نحو تعلم اللغة العربية، والمصادر الخاصة بدعم تعليم الطلاب، وتقويم التعليم الذي حصل عليه الطلاب، والتقويم العام، وبعض الأسئلة المفتوحة. وأوصت الدراسة بعدد من التوصيات كان من أهمها: ضرورة العمل على صياغة الأهداف المرغوبة من البرنامج التمهيدي في اللغة العربية والعلوم الإسلامية بطريقة إجرائية، بحيث تكون واضحة ومفهومة لكل من الطلاب وأعضاء هيئة التدريس حتى نصل إلى أفضل تحقيق لها. كما أوصت بضرورة الاهتمام بمراجعة وتقويم مساقات البرنامج التمهيدي في اللغة العربية والعلوم الإسلامية بشكل مستمر من حيث الترابط والتتابع وارتباطها بحاجات واهتمامات وميول الطلاب وعدم التكرار في المساقات واستحداث مساقات جديدة تتفق مع معطيات العصر، مع معالجة المساقات التي تهتم فقط بالجوانب النظرية بحيث تحتوى في داخلها على تطبيقات عملية.
وألقى الورقة الرابعة: “العلاقة الجدلية بين تعليم اللغة العربية والإسلام في كلية اللغات بجامعة المدينة العالمية بماليزيا: دراسة تحليلية” عميد البحث العلمي والأستاذ المساعد بكلية العلوم الاسلامية الدكتور سيكو توري، وبمصاحبة الأستاذ توري ماحي؛ فذكر الباحثان إلى أن الدراسة تسعى إلى تحليل العلاقة الجدلية بين تعليم اللغة العربية وبين الدين في كلية اللغات بجامعة المدينة العالمية بماليزيا كما يظهر في أهداف الكلية، ومقرراتها وبرامجها الدراسية. واستخدما في سبيل توضيح أهدافهم المنهج الاستقرائي والمنهج التحليلي. وكما توصلا إلى نتائج أهمها إلى اللغة العربية لا تنفك عن الإسلام، وأن للإسلام أثرا بالغا في عالمية اللغة وفي العناية بها، كما أن لجامعة المدينة العالمية دورا بارزا في خدمة الإسلام بخدمة اللغة العربية ونشر الثقافة الإسلامية بواسطة اللغة عبر الآيات والأحاديث والآثار الدينية في المقررات وفي طبيعة المواد التخصصية والالزامية في الكلية.
ومن فئة الأوراق المقدمة غير مباشرة، الورقة الخامسة: “أثر القرآن الكريم في تنمية مهارات اللغة العربية لدى طلاب جامعة المدينة العالمية كليتي العلوم الإسلامية واللغات نموذجا”، والتي قدمها الدكتور خالد حمدي. فحاول الباحث خلال هذا البحث أن يبرز أهمية القرآن الكريم في نشر اللغة العربية، خاصة بين غير العرب من المسلمين لحاجتهم الشديدة إلي ذلك، فاللغة العربية هي لغة الدين الإسلامي، وهي لغة العبادة فيه، وهنا برز دور المؤسسات التعليمية والجامعية، خاصة العالمية منها كجامعتنا المباركة جامعة المدينة العالمية التي أخذت على عاتقها حمل نشر العلوم الشرعية والعربية في العالم أجمع عن طريق التعليم المباشر في ماليزيا،أو التعليم غير المباشر في دول العالم أجمع، وبالتأكيد كان لهذه التجربة أثر كبير في نشر الثقافة العربية والشرعية في مختلف دول العالم.
وكذلك الورقة السادسة “بيئة تعليم العربية بين الواقع والمأمول”، المقدمة من قبل الأستاذ المساعد الدكتور محمد عزب، كان من أسئلتها: ما هو الدور المنوط بجامعة المدينة حتى يتخرج منها الطالب ناطقًا بالعربية بطريقة سديدة؟، وللإجابة عنها قسم الباحث بحثها إلى سبع مطالب، منها: جامعة المدينة تنفض غبار السنين، من نتائجها: أن البرامج التي تقدمها الجامعة برامج واعدة وتحتاج لتنويعها وتكثيفها، كما وصى إلى: ضرورة إدخال فقرة صوتية ضمن أنشطة الطالب يكون عليها درجة من التقويم، وتكثيف مقررات العربية واعتبار تعليمها على ألا يقف عند الحد الأدنى من المحاضرات التي يدرسها الطالب، ضرورة إنشاء فعاليات على مدار العام تعني بتعليم العربية.
أما الورقة السابعة “استراتيجيات نشر اللغة العربية في العالم: جامعة الأزهر وجامعة المدينة العالمية نموذجا”، أعدها عميد الدراسات العليا الدكتور أشرف حسن. وذكر أن ورقته تهدف: إلى الإشارة إلى قضية أساسية، تشغل بال المهتمين وجميع المسئولين عنها بغض النظر عن تخصصاتهم ووظائفهم، وكل مختص مهما كان تخصصه يجب أن يكون مبادراً لربط اللغة العربية بتخصصه ومجال عمله بحكم مسؤوليته وموقعه، ومن هذا المنطلق تهتم الورقة بسبل نشر اللغة العربية في العالم المتغير، ويعد هذا النوع من المشاركات من أهم مصادر المعرفة التي تعين صناع القرار والباحثين والمهتمين وتسهم في التعرف إلى المشكلات والتحديات التي تواجه اللغة العربية في مختلف المواقع، وأيضا تسهم في تقديم الحلول التي تتم في مختلف المؤسسات والمجتمعات والدول.
وفي نهاية الجلسة، أكد سعادة عميد البحث العلمي الأستاذ المساعد الدكتور سيكو توري أن إقامة هذه الندوة يعكس مدى اهتمام، وتوجهات معالي المدير التنفيذي للجامعة الأستاذ الدكتور محمد بن خليفة التميمي، في تكريس مبدأ الحوار، كما وجه الحضور أسمى آيات الشكر والتقدير لمعالي مدير الجامعة التنفيذي على رعايته لهذه الندوة وحرصه على إقامة مثل هذه الجلسات العلمية النافعة، والدائمة على حسن مسيرة الجامعة.
وأمل الحضور أن تحقق هذه الندوة أهدافها، وما نتج عنها من توصيات، وأن تنفع -إن شاء الله – الإسلام والمسلمين والبشرية عامة.
شكر الله لكل من أعد وشارك وحضر هذه الندوة.