أخبار عاجلة

اختتام فعاليات الندوة الشهرية الأولى تحت عنوان: “موقف الإسلام من الرفاهية وانعكاسها على بناء الحضارة الإسلامية”

10672397_10203355995769395_2202827301313654220_n

قامت جامعة المدينة العالمية، برعاية معالي المدير التنفيذي الأستاذ الدكتور محمد بن خليفة التميمي- حفظه الله، وبإشراف اللجنة التنسيقية التابعة لعمادة البحث العلمي بوكالة البحوث والتطوير، بتنظيم الندوة الشهرية الأولى لعام 2015م، يوم الخميس الموافق 29 يناير 2015م، وذلك ضمن سلسة الندوات العلمية التي تعقدها بشكل شهري، في المقر الرئيس للجامعة بمدينة شاه علم – ماليزيا، تحت عنوان: “موقف الإسلام من الرفاهية وانعكاسها على بناء الحضارة الإسلامية” والتي تناولت ثمان ورقات تم مناقشتها خلال جلستين.

 

إذ تم تنظيم هذه الندوة بغية تسليط الضوء على موقف الإسلام من الفن واللهو واللعب والفسحة والمرح وغيرها من رفاهيات الحضارة المعاصرة، وبيان مدى قابلية العقل المسلم لصنع حضارة من منظور التدين وعبادة الله، وكذلك تقييم الحضارة الغربية المعاصرة: إيجابياتها وسلبياتها.

 

وانطلقت فعاليات الندوة بكلمة معالي المدير التنفيذي الأستاذ الدكتور محمد بن خليفة التميمي، والذي تطرق فيها إلى  وسائل الرفاهية المعاصرة وأثرها على تغيير مناحي الحياة، وضرورة ضبط ذلك بالقرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة وحياة سلف الأمة رضوان الله عليهم؛ فالحياة دار ممرّ وإن الآخرة لهي الحيوان. كما دعا المشاركين إلى تسليط الضوء على المسائل المتعلقة بجوانب الموضوع، عسى أن يخرجوا بنتائج علمية مفيدة.

 

ثم تبعه رئيس الجلسة الأستاذ المشارك بكلية التربية الدكتور يوسف حسن، بكلمة ترحيبية للحضور وشكرهم على مشاركتهم، كما بين إشكالية الندوة، وهدفها والنتائج الملتمسة منها.

وعلى إثره، تم مداولة الورقات العلمية المسجلة والمسائل والموضوعات المعلنة؛ فشملت  الجلسة الأولى على أربع ورقات؛ وجاءت الورقة الأولى تحت عنوان: “مصطلح الحضارة ومرادفاته في القرآن: إشكالية المصطلح والمفهوم” للأستاذ المساعد بكلية اللغات الدكتور السيد محمد سالم العوضي. حيث ذكر سعادته أن مفهوم الحضارة تداخلت فيه معان مصطلحات أخرى كالثقافة والمدنية، وأن القرآن الكريم ذكر قيام الحضارات وانهيارها في سوره الشريفة باعتبارها تأريخا يستلهم منه العبر وإن الحضارات كما يصورها القرآن لا تقتصر على الجانب المادي أو الروحي فقط، بل تشملهما معا. واقترح نهاية إلى ضرورة مراجعة الحضارة الإسلامية ومقارنتها بما نحن عليه الآن للوقوف على نقاط القوة لوضعها في الحسبان؛ لتحسين الأوضاع.

أما الورقة الثانية والتي قدمها الدكتور خالد حمدي عبد الكريم الأستاذ المشارك بكلية العلوم الإسلامية، فجاءت على عنوان: “موقف الإسلام من رفاهية العيش” تحدث فيها عن موقف الإسلام من رفاهية العيش، وحاول الكشف عن الموقف الشرعي من خلال الكتاب والسنة وتاريخ الخلفاء من رغد الحياة، ورفاهية المعيشة، ولعل هذا من المتطلبات الإنسانية على مختلف العصور والأزمان.

وحملت الورقة الثالثة عنوان: ” تعمير الأرض وبناء الحضارات في ضوء مقاصد الشريعة الإسلامية” والتي قدمها الدكتور ياسر محمد عبد الرحمن طرشاني الأستاذ المساعد بكلية العلوم الاسلامية، إذ دار بحثه حول تعمير الأرض وبناء الحضارات في ضوء مقاصد الشريعة الإسلامية، وحول تعريف تعمير الأرض والذي حمله على إصلاح الأرض بالبناء والعمل الصالح، والاهتمام بتربية الإنسان الذي سيقوم بتعمير الأرض وبناء الحضارة. ثم أوصى بالاهتمام على بناء إنسان الذي سيقوم بتعمير الأرض، والعمل على نشر الوعي في المؤسسات التعليمية وتوعية الدارسين بأهمية تعمير الأرض.

أما الورقة الأخيرة من الجلسة الأولى حملت عنوان: “دور نظرية الدين والتدين في خلق العقلية الحضارية” ألقاها سعادة عميد البحث العلمي الدكتور سيكو توري الأستاذ المساعد بكلية العلوم الاسلامية، تحدث عن عنصر الحضارة في التحول من البداوة والبدائية إلى العمران، وأن لب الحضارة هو تسخير مكونات الكون لخدمة الإنسان وإيجاد أفضل وسائل العيش لبني الإنسان، وعليه، فإن من أهم مقومات الحضارة هو خلق الترف ورفاهية الحياة للإنسان. كما أن ظاهرة التدين لا تنتج حضارة كما يبدو من الوهلة الأولى، بل على العكس فقد يوجب ظاهر أمر التدين عدم قابلية عقلية المتدين في التفكير في الحضارة، فضلا عن إيجادها.

ثم انطلقت فعاليات الجلسة الثانية بأولى الورقات قدمها عميد كلية التربية الأستاذ المساعد الدكتور أيمن عايد  بعنوان: “دور التربية الخلقية في بناء المجتمع والحضارة الإنسانية المعاصرة: دراسة تحليلية” والتي هدفت إلى الكشف عن الدور الذي تضطلع به التربية الخلقية في بناء المجتمعات والحضارة الإنسانية المعاصرة، وقد توصل إلى عدد من النتائج كان أهمها: أن التربية الخلقية هي الركيزة الأساسية لفهم الطبيعة العملية التربوية، وفي بناء الأسس القوية للمجتمعات المتحضرة، لأن التربية الخلقية هي التي تمنح للعملية التربوية وجهها الإنساني، وإن مراجعة دقيقة لأهداف التربية الخلقية سوف تكشف عن المعاني القيمية في دعم الحضارة والوجود الإنساني الفعال.

وجاءت الورقة الثانية: “المعاملات المالية وتطبيقها في الإسلام (الحضاري)” قدمها الأستاذ أحمد عثمان وفيق، تحدث فيها عن معايير المعاملات المالية التي تطبقها الدول الاسلامية أو التي يجدر بها السعي إلى تطبيقها. كما ألقى الضوء على النسبية والتصاعدية بين الزكاة والضريبة، ودراسة الهدف من فرض الضريبة، إضافة إلى تحليل أساس التكافل الاجتماعي الذي يقضي بأن يقوم المجتمع الاسلامي على تكافل حقيقي، وأخيرا تساءل الباحث في هل يجوز للحاكم فرض الضريبة بجانب الزكاة؟

أما الورقة الثالثة: “منظومة التكافل الإسلامي وطرق تفعيلها في المجتمعات المعاصرة” والتي القاها عميد كلية اللغات الأستاذ المشارك الدكتور داود عبد القادر إيليغا، فتحدث عن المنظومة الاقتصادية الإسلامية ونظام التّكافل الاجتماعي، والاستفادة منها مطلب شرعي تحقيقًا لعمارة الأرض والرّفاهية للمجتمعات الإنسانية. وتمّ اختيار مجتمع جامعة المدينة العالمية نموذجًا فقد تم اختيار صندوق الموظّفين التّكافلي في الجامعة عينة للدّراسة، لمعرفة مدى أوجه تحقيق هذا  الصّندوق للأهداف التي أنشئ من أجله، ومدى تطابق نشاطاته بمدى المقاصد الشّرعية الّتي من أجلها قامت منظومة التّكافل الاجتماعي الإسلامي، ثمّ تقدّم الدّراسة رؤية تطويرية للصّندوق من خلال النتائج التي يتوصل إليها الباحث في ضوء المعلومات التي يحصل عليها من مجتمع الدراسة.

وفي الورقة الرابعة: “الإصلاح ودوره في بناء الحضارة عند ابن باديس”، التي قدمها الأستاذ علي محمد عمر محمود السهولي، تعرض فيها إلى حياة الإمام ابن باديس، وإلى العقيدة والأخلاق ودورها في بناء الحضارة،وإلى العلم والتعليم ودوره في بناء الحضارة، وإلى الاتصال بالحضارات الأخرى.

ومن الأوراق التي قدمت عن بُعد عبر رئيس الجلسة الورقتين الآتيتين:

  • ورقة فضيلة الدكتور محمد عزب بعنوان اتجاه  الزهد ومفرداته ودوره التفاعلي في بناء الحضارة الإسلامية وترسيخ معالمها، وهدفت إلى دراسة حالة الارتباط الناشيء في الذهن تجاه الزهد من كونه حركة مخدرة تصيب الإنسان فتجعله يعيش منزويا بعيدا عن الناس من حوله، لتتساءل الورقة عن: هل الزهد حركة تفاعلية أم حركة تخدير وتثبيط يكتسي بها صاحبها حين يصاب باليأس؟،  ومن ثم درس الباحث مدى انعكاس الزهد على الحضارة ودوره الفاعل في تأسيسها.
  • ورقة طالب الدراسات العليا السيد محمد حشمت، بعنوان: بناء الحضارة الإسلامية في العصور الذهبية بين دوافع الماضي واستشراف المستقبل،  تحدث فيها عن الحضارة الإسلامية، وعن الفرق الجوهري بينها وبين شتى الحضارات، وعن الدوافع الرئيسة التي ساهمت في تكوين الحضارة الإسلامية، وعن جدوىٰ تلمُّس تلك دوافع الحضارة وإمكانية تحقيقها في الواقع المعاصر، وعن أهم العقبات التي تقف أمام إعادة إحياء الحضارة الإسلامية، وعن كيفية يمكن التغلب عليها، ولخص أهم النتائج التي توصل إليها في انفراد الحضارة الإسلامية عن باقي الحضارات بمفهوم واصطلاح خاص أضفي عليها لارتباطها بالإسلام وكان ذلك سر تميزها وسبقها، وأن عمارة الكون هو المحور الرئيس والدافع الأبرز الذي قامت عليه الحضارة الإسلامية، وأن للحضارة أسباب ودوافع من أخذ بها والتمسها بلغ مطلوبه ومراده منها.

وفي نهاية الجلسة، أكد سعادة عميد البحث العلمي الأستاذ المساعد الدكتور سيكو توري أن إقامة هذه الندوة يعكس مدى اهتمام، وتوجهات معالي المدير التنفيذي للجامعة الأستاذ الدكتور محمد بن خليفة التميمي، في تكريس مبدأ الحوار، كما وجه الحضور أسمى آيات الشكر والتقدير لمعالي مدير الجامعة التنفيذي على رعايته لهذه الندوة وحرصه على إقامة مثل هذه الجلسات العلمية النافعة، والدائمة على حسن مسيرة الجامعة.

وأمل الحضور أن تحقق هذه الندوة أهدافها، وما نتج عنها من توصيات، وأن تنفع -إن شاء الله – الإسلام والمسلمين والبشرية عامة.

شكر الله لكل من أعد وشارك وحضر هذه الندوة.